الرابع عشر: الأمثال النبوية إذا كان المثل إبراز المعنى المقصود في معرض الأمر المشهود، وتحلية المعقول بحلية المحسوس، واستنزال الحقائق المستعصية، فهو من أدوات التبليغ والتعليم، ولذلك ذاع التمثيل في القرآن الكريم والكلمات النبوية، وكلمات أئمة أهل البيت (عليهما السلام)، إلى عبارات البلغاء وإشارات الحكماء.
وقد قام غير واحد من المحدثين بجمع الأمثال النبوية.
وقد ذكر المحقق المعاصر الشيخ محمد الغروي - حفظه الله - في مقدمة كتابه " الأمثال النبوية " حوالي عشرة كتب حول الأمثال النبوية، وهو بكتابه هذا أوصل العدد إلى أحد عشر كتابا، وقد نقل عن عبد المجيد محمود مولف كتاب " أمثال الحديث " العبارة التالية: أما أمثال الحديث فلم تحظ بالعناية التي نالتها أمثال القرآن أو الأمثال العربية العامة، ولم أر أحدا من أصحاب الكتب الستة أفردها بالتأليف أو أفرد لها بابا في كتابه، سوى الإمام الترمذي الذي خصص لأمثال الحديث مكانا في جامعه تحت عنوان: " أبواب الأمثال عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لكنه لم يذكر تحت هذا العنوان غير أربعة عشر حديثا، ولهذا يقول ابن العربي: ولم أر أحدا من أهل الحديث صنف فأفرد لها بابا غير أبي عيسى - يعني الترمذي - ولله دره لقد فتح بابا أو بنى قصرا أو دارا، ولكن اختط خطا صغيرا، فنحن نقتنع به ونشكره عليه. (1) ثم إن شيخنا الغروي قام بجمع شوارد الأمثال النبوية في جزءين كبيرين مع تفسيرها، مرتبا إياها وفق حروف التهجي، وأسمى كتابه " الأمثال النبوية "،