الإمام المهدي عليه السلام - السيد علي الميلاني - ج ١ - الصفحة ١٣
أجلس، أتيتك لأحدثك حديثا، سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: " من خلع يدا من طاعة لقي الله يوم القيامة لا حجة له، ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية "، أخرجه مسلم (1).
فقضية وجوب معرفة الإمام في كل زمان والاعتقاد بإمامته والالتزام ببيعته أمر مفروغ منه ومسلم، وتدل عليه الأحاديث، وسيرة الصحابة، وسائر الناس، ومنها ما ذكرت لكم من أحوال عبد الله بن عمر الذي يجعلونه قدوة لهم، إلا أن عبد الله بن عمر ذكروا أنه كان يتأسف على عدم بيعته لأمير المؤمنين (عليه السلام)، وعدم مشاركته معه في القتال مع الفئة الباغية، وهذا موجود في المصادر، فراجعوا الطبقات لابن سعد (2) والمستدرك للحاكم (3) وغيرهما من الكتب.
وعلى كل حال لسنا بصدد الكلام عن عبد الله بن عمر أو غيره، وإنما أردت أن أذكر لكم نماذج من الكتاب والسنة وسيرة الصحابة على أن هذه المسألة - مسألة أن في كل زمان ولكل زمان إمام لا بد وأن يعتقد المسلمون بإمامته ويجعلونه حجة بينهم وبين ربهم - من ضروريات عقائد الإسلام.
النقطة الثالثة: إن المهدي من الأئمة الاثني عشر في حديث الأئمة بعدي

(١) صحيح مسلم ٣ / 1478 رقم 1851.
(2) طبقات ابن سعد 4 / 185 و 187، وفيه: " ما أجدني آسى على شئ من أمر الدنيا إلا أني لم أقاتل الفئة الباغية، ما آسى عن الدنيا إلا على ثلاث ظمأ الهواجر ومكابدة الليل وألا أكون قاتلت الفئة هذه الفئة الباغية التي حلت بنا ".
(3) مستدرك الحاكم 3 / 558 سطر 8، وفيه: " ما آسى على شئ " وتكملتها في الهامش (1): بياض في الأصل، لعل هذه العبارة سقطت (إلا أني لم أقاتل مع علي (رضي الله عنه) الفئة الباغية).
(١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 ... » »»
الفهرست