الإمام البخاري وفقه أهل العراق - الشيخ حسين غيب غلامي الهرساوي - الصفحة ١٨٧
وكما يظهر من فتواه: أن الممنوع في الشغار المعاوضة، فإذا كان لكل منهما مهر المثل، فيكون العقد جائزا. وكل نكاح فساده من أجل صداقه لا ينفسخ عنده ويصلح بمهر المثل، قالت الأئمة الثلاثة: النكاح باطل لظاهر الحديث». (1) فيظهر من البخاري الإستدلال بالحديث في النهي عن الشغار، ويقال بعد ذلك:
إن قول «بعض الناس» يعارض المنهي عنه في حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله)، أعني بذلك:
المقابلة بين حديث رسول الله، وقول بعض الناس.
قال البخاري: «وقال بعضهم في المتعة: النكاح فاسد، والشرط باطل».
لقد اختلفت أقوالهم في المتعة وفي النكاح المؤقت:
فقالت الحنفية: المتعة باطلة مطلقا، تمتيعا وتوقيتا.
وهناك فرق بين هذين العنوانين:
أولهما المتعة: وهي نكاح باطل عند الحنفية، وهو أن يقول لامرأة: أتمتع بك كذا مدة بكذا من المال.
وثانيهما: النكاح المؤقت، وهو أن يقول: أتزوجك إلى عشرة أيام مثلا بحضور شاهدين. وهذا نكاح باطل أيضا عند الأحناف، فيما عدا زفر بن الهذيل فقد صححه، لأنه أعتبر تحديد الوقت الملفوظ به في العقد شرطا فاسدا، والنكاح لا يبطل بالشروط الفاسدة، واعتبره في الأحناف صورة من صور المتعة، فيكون باطلا.
وهذه قاعدة عند الحنفية وهي «أن ما لم يشرع بأصله ووصفه فهو باطل، وما شرع بأصله دون وصفه فهو فاسد، فالنكاح مشروع بأصله، وجعل البضع - يعني في الشغار - صداقا وصف فيه، فيفسد الصداق ويصح النكاح، بخلاف المتعة، فإنها لما ثبت نسخها صارت غير مشروعة في أصلها، فبطلت». (2)

(١٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة 13
2 الفصل الأول الاتجاهات الفكرية في عصر البخاري 17
3 الشيعة 22
4 المعتزلة والجهمية 32
5 الأحناف 36
6 القرن الأول 37
7 القرن الثاني 44
8 القرن الثالث 48
9 خطة المتوكل العباسي لنشر النصب 48
10 أهم العلماء الذين اعتمد عليهم المتوكل 50
11 دور البخاري وأهداف المتوكل 54
12 الفصل الثاني أبو حنيفة 57
13 أبو حنيفة وولاؤه للعلويين 61
14 أبو حنيفة في ميزان الجرح والتعديل 64
15 المحدثون وجرح أبي حنيفة 65
16 زعماء الفكر الحنفي في العراق 71
17 ذم القياس والرأي 74
18 مدح الإجتهاد والطعن على المحدثين 76
19 موقف الظاهرية من الرأي والاجتهاد 79
20 نقد أهل الحديث على الظاهرية 82
21 المتحاملون على أبي حنيفة من شيوخ البخاري 84
22 أبو بكر بن أبي شيبة 84
23 نعيم بن حماد 85
24 الحميدي 87
25 تأثر الحميدي بالشافعي 90
26 الفصل الثالث الإمام البخاري 95
27 شيوخ البخاري 98
28 شيوخ البخاري بمكة 100
29 مذهب البخاري 103
30 محاكمة الندوي 105
31 مذهب البخاري في الكلام 106
32 عقيدته في التوحيد 108
33 اعتقاد البخاري في النبوة 111
34 بين تصديق البخاري وتكذيب مخالفيه 115
35 مذهب البخاري في الحديث 118
36 البخاري وعلم الرجال الحديث 119
37 تدليس البخاري 121
38 أقوال العلماء في ذم التدليس 122
39 بدعة البخاري 124
40 اخلاق البخاري 125
41 فقه البخاري 126
42 بين البخاري والحنفية 128
43 البخاري وكتبه الفقهية في الرد على الحنفية 128
44 صحيح البخاري 129
45 صحيح البخاري حجة بين المؤلف وبين الله تبارك وتعالى 129
46 التحقيق في «صحيح» البخاري 130
47 تحقيق في افتتاح البخاري بحديث «الأعمال بالنيات» 132
48 الأول: الاقتداء بشيخه عبد الرحمن بن مهدي 132
49 الثاني: إظهار المخالفة لأبي حنيفة في النية وتأثيرها 133
50 كتابه «قرة العينين برفع اليدين» 136
51 نظرية الحنفية في رفع اليدين 137
52 كتابه «القراءة خلف الإمام» 143
53 الفصل الرابع مواضع رد البخاري في صحيحه على أبي حنيفة 145
54 تعبير البخاري عن أبي حنيفة ب‍ «بعض الناس» 147
55 بين البخاري وأهل الرأي 148
56 تحقيق في تعبير البخاري ب‍ «بعض الناس» 151
57 موارد التعبير ب‍ «بعض الناس» في صحيح البخاري 154
58 الأول: في الركاز 154
59 الثاني: في الهبة 157
60 الثالث: في الهبة أيضا 159
61 الرابع: في الشهادات 161
62 الخامس: في الوصايا 164
63 السادس: في اللعان 166
64 السابع: في الإكراه 169
65 الثامن: في الأيمان 170
66 التاسع: في الإكراه 176
67 العاشر: في الحيل (في الزكاة) 177
68 موقف المحدثين من الحيل 178
69 البخاري وكتاب الحيل 182
70 افتتاح كتاب الحيل 183
71 الحادي عشر: في الزكاة أيضا 184
72 الثاني عشر: في الزكاة أيضا 185
73 الثالث عشر: في النكاح 186
74 الرابع عشر: في النكاح 188
75 الخامس عشر: في النكاح 188
76 السادس عشر: في النكاح 190
77 السابع عشر: في النكاح أيضا 190
78 الثامن عشر: في الغصب 192
79 التاسع عشر: في الهبة والشفعة 194
80 العشرون: في الشفعة 195
81 الواحد والعشرون: في الشفعة 197
82 الثاني والعشرون: في الشفعة 197
83 الثالث والعشرون: في الشفعة أيضا 198
84 الرابع والعشرون: في الأحكام 199
85 الخامس والعشرون: في الأحكام 201
86 الثاني موارد تعريضه بأبي حنيفة صراحة 201
87 الخاتمة 205
88 المصادر والمراجع 207