الإمام البخاري وفقه أهل العراق - الشيخ حسين غيب غلامي الهرساوي - الصفحة ١٢٨
بين البخاري والحنفية فصلنا القول في أن البخاري خالف أهل الرأي وألف في رد آرائهم الفقهية وفي الاعتقاد، وكذا في تراجمه الرجالية في تضعيف أبي حنيفة وأصحابه من أهل الرأي.
أما في كتبه الفقهية فقد صنف «الصحيح»، وأجزاء مستقلة خارج «الصحيح»، كما مر ذلك.
وأما الخصومة الواقعة بينه وبين أبي حنيفة فهي ناشئة من الاعتقاد في الأصول، لا في الرأي والنظر والاختلاف في الاجتهاد، ولا كالمنازعات بين الأقران والبلدان حتى تؤول بتأويلات واهية، بل نجده يشير إليه في قوله: «بعض الناس» ويراه مخالفا للسنن، وخارجا عن دائرة الإسلام.
وقد سبق في ترجمة أبي حنيفة من مواجهته للطائفتين من خصومه، الخلفاء والنواصب من المحدثين وتكفيره، فعلى ذلك ليس الخلاف بين البخاري وأبي حنيفة مقتصرا على المسائل التي رد فيها على قوله: «بعض الناس»، بل توجد مسائل أخرى كثيرة في صحيحه وفي غيره من الأجزاء المستقلة لم يذكر فيها قول: «بعض الناس»، بل خالفه بذكر رأيه، كما تأتي الإشارة إلى بعض موارده في آخر الكتاب.
البخاري وكتبه الفقهية في الرد على الحنفية الدارس في البخاري وكتبه الفقهية يجد له أجزاء متفردة مستقلة في بعض الفروع الفقهية خارج صحيحه، وعند النظر في آرائه الفقهية وشخصيته في الحديث يتبين أن له عقدة من أبي حنيفة، وأهل الرأي المنكرين للحجية في الأخبار.
وقد اختص البخاري في أربعة من كتبه بالمسائل الفقهية الخلافية التي كانت في زمانه معتركا للآراء، وسببا للمنازعات الشديدة بين المحدثين وأهل الرأي.
ففي الصحيح - كما يأتي الكلام فيه -: أن البخاري قبل أن يقوم بجمع الأحاديث الصحيحة وطرقها، نهض لمحاربة فكر الحنفية، ولذلك هيأ الأسباب والوسائل لذلك.
فائتلف مع جمع من معاصريه ومشايخه من أهل الحديث الذين كانوا يتقربون إلى
(١٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة 13
2 الفصل الأول الاتجاهات الفكرية في عصر البخاري 17
3 الشيعة 22
4 المعتزلة والجهمية 32
5 الأحناف 36
6 القرن الأول 37
7 القرن الثاني 44
8 القرن الثالث 48
9 خطة المتوكل العباسي لنشر النصب 48
10 أهم العلماء الذين اعتمد عليهم المتوكل 50
11 دور البخاري وأهداف المتوكل 54
12 الفصل الثاني أبو حنيفة 57
13 أبو حنيفة وولاؤه للعلويين 61
14 أبو حنيفة في ميزان الجرح والتعديل 64
15 المحدثون وجرح أبي حنيفة 65
16 زعماء الفكر الحنفي في العراق 71
17 ذم القياس والرأي 74
18 مدح الإجتهاد والطعن على المحدثين 76
19 موقف الظاهرية من الرأي والاجتهاد 79
20 نقد أهل الحديث على الظاهرية 82
21 المتحاملون على أبي حنيفة من شيوخ البخاري 84
22 أبو بكر بن أبي شيبة 84
23 نعيم بن حماد 85
24 الحميدي 87
25 تأثر الحميدي بالشافعي 90
26 الفصل الثالث الإمام البخاري 95
27 شيوخ البخاري 98
28 شيوخ البخاري بمكة 100
29 مذهب البخاري 103
30 محاكمة الندوي 105
31 مذهب البخاري في الكلام 106
32 عقيدته في التوحيد 108
33 اعتقاد البخاري في النبوة 111
34 بين تصديق البخاري وتكذيب مخالفيه 115
35 مذهب البخاري في الحديث 118
36 البخاري وعلم الرجال الحديث 119
37 تدليس البخاري 121
38 أقوال العلماء في ذم التدليس 122
39 بدعة البخاري 124
40 اخلاق البخاري 125
41 فقه البخاري 126
42 بين البخاري والحنفية 128
43 البخاري وكتبه الفقهية في الرد على الحنفية 128
44 صحيح البخاري 129
45 صحيح البخاري حجة بين المؤلف وبين الله تبارك وتعالى 129
46 التحقيق في «صحيح» البخاري 130
47 تحقيق في افتتاح البخاري بحديث «الأعمال بالنيات» 132
48 الأول: الاقتداء بشيخه عبد الرحمن بن مهدي 132
49 الثاني: إظهار المخالفة لأبي حنيفة في النية وتأثيرها 133
50 كتابه «قرة العينين برفع اليدين» 136
51 نظرية الحنفية في رفع اليدين 137
52 كتابه «القراءة خلف الإمام» 143
53 الفصل الرابع مواضع رد البخاري في صحيحه على أبي حنيفة 145
54 تعبير البخاري عن أبي حنيفة ب‍ «بعض الناس» 147
55 بين البخاري وأهل الرأي 148
56 تحقيق في تعبير البخاري ب‍ «بعض الناس» 151
57 موارد التعبير ب‍ «بعض الناس» في صحيح البخاري 154
58 الأول: في الركاز 154
59 الثاني: في الهبة 157
60 الثالث: في الهبة أيضا 159
61 الرابع: في الشهادات 161
62 الخامس: في الوصايا 164
63 السادس: في اللعان 166
64 السابع: في الإكراه 169
65 الثامن: في الأيمان 170
66 التاسع: في الإكراه 176
67 العاشر: في الحيل (في الزكاة) 177
68 موقف المحدثين من الحيل 178
69 البخاري وكتاب الحيل 182
70 افتتاح كتاب الحيل 183
71 الحادي عشر: في الزكاة أيضا 184
72 الثاني عشر: في الزكاة أيضا 185
73 الثالث عشر: في النكاح 186
74 الرابع عشر: في النكاح 188
75 الخامس عشر: في النكاح 188
76 السادس عشر: في النكاح 190
77 السابع عشر: في النكاح أيضا 190
78 الثامن عشر: في الغصب 192
79 التاسع عشر: في الهبة والشفعة 194
80 العشرون: في الشفعة 195
81 الواحد والعشرون: في الشفعة 197
82 الثاني والعشرون: في الشفعة 197
83 الثالث والعشرون: في الشفعة أيضا 198
84 الرابع والعشرون: في الأحكام 199
85 الخامس والعشرون: في الأحكام 201
86 الثاني موارد تعريضه بأبي حنيفة صراحة 201
87 الخاتمة 205
88 المصادر والمراجع 207