الأعلام من الصحابة والتابعين - الحاج حسين الشاكري - ج ١٠ - الصفحة ١٣
فاحتلب فيها فشرب هو وشرب أبو بكر ثم شربت ثم قال للضرع: اقلص فقلص.
فأتيت النبي (ص) فقلت: علمني هذا القول؟ فقال:
إنك غلام فعلم.
انبهر ابن مسعود من هذه المعجزة ويرزق لبنا خالصا سائغا للشاربين، من شاة بكر؟! وما كان يدرى يومها انه انما يشهد أهون المعجزات وأقلها شأنا.
وما كان يدرى يومها انه هو ذلك الغلام الفقير الضعيف النحيف القصير الأجير الأمي الذي يرعى الغنم لمولاه سيكون إحدى هذه المعجزات، يوم يخلق الاسلام منه بطلا مؤمنا يهزم بإيمانه كبرياء قريش ويقهر جبروتهم.
وهو الذي ما كان يجرؤ أن يمر بمجلس فيه أحد أشراف مكة إلا مطرق الرأس حثيث الخطى، يذهب بعد إسلامه إلى مجمع الأشراف من قريش عند الكعبة يتحدى كل ساداتها وزعمائها هناك فيقف على رؤوسهم ويرفع صوته الحلو الشجى ويتلو سوره من القرآن الكريم.
(١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 7 8 9 11 12 13 14 15 16 17 18 ... » »»
الفهرست