الأعلام من الصحابة والتابعين - الحاج حسين الشاكري - ج ٤ - الصفحة ٢١
والإسلام يمر بأدق المراحل وأخطرها.
نحن نعلم أن النبي صلوات الله عليه وآله كان - في بدء رسالته المباركة - يحتاج إلى مزيد من المؤيدين والأعوان في داخل مكة، وفي خارجها. في داخل مكة، لتقوية الصف فيها، وليمنع نفسه من قريش! وفي خارج مكة، لنشر مبادئ هذا الدين الجديد الحنيف، واستقطاب أكبر عدد ممكن من الأفراد المسلمين كي ينهض بهذا الأمر جهرة وعلى الصعيد العام، وتكون لديه القوة الكافية لصد أعدائه الذين يتربصون به الغيلة ويخططون للقضاء عليه وعلى الرسالة في مهدها.
ولقد آثر النبي (صلى الله عليه وآله) إيفاد أبي ذر إلى قومه بني غفار على بقائه معه، لثقته العالية بأنه سينجح في نشر الإسلام بينهم وهذا ما حصل.
فقد نجح أبو ذر في ذلك، أسلم نصف قومه على يده، وأسلم النصف الباقي عند مجئ النبي (صلى الله عليه وآله) إلى المدينة كما أسلفنا.
(٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 ... » »»