الأعلام من الصحابة والتابعين - الحاج حسين الشاكري - ج ٣ - الصفحة ٢٢
وفي ضيافته. والذي يظهر أن المقداد كان من جملة أولئك الوافدين المهاجرين الجدد، وكان عددهم لا يستهان به.
فقد ذكر أحمد بن حنبل بسنده عن المقداد، قال:
لما نزلنا المدينة، عشرنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) عشرة عشرة في كل بيت؟ قال: فكنت في العشرة الذين كانوا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) (1).
وهذا موقف للمقداد مع الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) يتجلى فيه عظمة الإسلام، ونبيه الكريم، وهو من المواقف التي تبين قيمة الشهادة، ونبل الكلمة، وسمو الخلق، وغرس الروح الانضباطية لدى المسلم.
فقد سأل النبي (صلى الله عليه وآله) ذات مرة: يا رسول الله، أرأيت إن لقيت رجلا من الكفار، فقاتلني فضرب إحدى يدي بالسيف، فقطعها ثم لاذ مني بشجرة، فقال: أسلمت لله، ونطق بالشهادة، أفأقتله؟ بعد أن تشهد؟

(1) الاستيعاب (على هامش الإصابة) ج 3 ص 476.
(٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 ... » »»