آيات الغدير - مركز المصطفى (ص) - الصفحة ١٢
من الله فيه برهان) والبيهقي في سننه: 8 / 145.
لأن بيعة الأنصار كانت قبل الهجرة، ولم يكن فيها استثناء من الطاعة، ولم تكن مسألة إثرة القرشيين على الأنصار مطروحة أبدا إلا بعد بيعة أبي بكر والمعارضة الشديدة لرئيس الأنصار صاحب السقيفة سعد بن عبادة!
ويلاحظ أن الصحاح القرشية أكثرت من رواية شرط النبي صلى الله عليه وآله على الأنصار أن لا ينازعوا الأمر أهله، لأجل أن تحتج عليهم بأنهم لا سهم لهم في الخلافة القرشية .. ولكنها لم ترو شرط النبي صلى الله عليه وآله على الأنصار أن يمنعوا أهل بيته وذريته مما يمنعون منه أهليهم، لأن ذلك في غير مصلحة الخلافة القرشية، التي هاجمت بيت فاطمة وعلي عليهما السلام، وأشعلت فيه النار لتحرقه بمن فيه، إن لم يخرجوا ويبايعوا!
ولا روت شرط النبي عليهم أن لا ينازعوا الأمر أهله إلا ما فلت من سذاجة راويه أو صدقه كما رأيت في حديث عبد الله بن عمر! لأنه شرط في غير مصلحة الذين اغتنموا انشغال بني هاشم بجنازة النبي وسرقوا الأمر من أهله!
وبهذا تعرف الهدف من الروايات المدبجة التي حرفت الحديث من كونه شرطا نبويا على المسلمين وحولته إلى أمر نبوي للمسلمين بطاعة كل حاكم! كالتي رواها أحمد في مسنده 5 / 321:
(عن عبادة بن الصامت قال قال رسول الله: عليك السمع والطاعة، في عسرك ويسرك ومنشطك ومكرهك، وأثرة عليك، ولا تنازع الأمر أهله وإن رأيت أنه لك). انتهى.
ولا يتسع المجال هنا للحديث في هذا الشرط النبوي البليغ، الذي بدأ به النبي مبكرا فاشترطه بأمر ربه على الأنصار، ثم اشترطه على المهاجرين.. ودلالاته على الخطة الإلهية لمستقبل الإسلام، وترتيب الإمامة بعد النبوة.
الدليل الثالث: حديث الدار.. وأندر عشيرتك الأقربين حديث الدار معروف، فهو مرتبط في مصادر التفسير والسيرة بتفسير قوله تعالى: (وأنذر عشيرتك الأقربين). حيث دل نص الآية على أن الله تعالى أمر رسوله في المرحلة الأولى أن يدعو بني هاشم فقط!
فماذا فعل النبي صلى الله عليه وآله في هذه المرحلة؟ وهل استمرت مدتها شهورا، أو سنين ، حتى نزل الأمر بتوسيع نطاق الدعوة لعموم الناس؟
(١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 ... » »»