نور الأفهام في علم الكلام - السيد حسن الحسيني اللواساني - ج ٢ - الصفحة ١٧٥

____________________
لا يقال: إن دعاءهم وطلبهم الحوائج من ربهم تعالى مناف لعلمهم بما أبرمه القضاء، وذلك لأن سؤالهم إياه تعالى يستلزم أحد المحذورين: إما لغوية الطلب، إن علموا موافقة المطلوب للمقدر المحتوم. وإما طلب تغييره، إن علموا مخالفته له، وهم يجلون عن كليهما، هذا مع استحالة تغير المبرم المحتوم، الذي جرى في علمه تعالى، وإلا لم يكن مبرما، وهو خلف، مضافا إلى استلزام ذلك انقلاب علمه الموجب لانقلاب الذات - والعياذ بالله - بسبب انقلاب المعلوم، واستحالة كل منهما بمكان من الوضوح، كوضوح التلازم، بعد دعوى الإجابة لهم في جميع أسئلتهم وحوائجهم.
فإنه يقال: إنه يجوز اختيار الشق الأول في كل من الإشكالين، بأن يقال: إنهم بعد علمهم بموافقة المطلوب للمحتوم يمكن علمهم أيضا باشتراط تنجز المحتوم، ووقوعه بالطلب والسؤال، فهو محتوم واقع مع الطلب ومعلق عليه، بحيث لولا السؤال والدعاء لا يتنجز ولا يقع، فهم يأتون بما يأتون من الدعاء والابتهال حتى يتسببوا بذلك إلى تحقق شرط المحتوم، وينالوا به وقوعه وتنجزه، وبذلك يندفع محذور اللغوية عنه.
وكذا القول في المبرم، فإنه يجوز أن يكون إبرامه مشروطا بذلك، فهم بإيجاد الشرط بعد علمهم بالاشتراط وبالشرط يتسببون بالدعاء إلى نيل المطلوب المعلق، ووقوع المسؤول المبرم، وذلك واضح لا خفاء فيه ولا ضير ولا إشكال.
ويمكن أن يكون هذا هو الوجه فيما ورد كتابا وسنة من الأوامر المؤكدة المكررة على سائر الناس بالدعاء، وطلب الحوائج من الله تعالى، كما في قوله سبحانه: (أدعوني أستجب لكم) (١) ﴿أجيب دعوة الداع إذا دعان﴾ (٢) ﴿قل ما يعبؤ بكم ربي لولا دعاؤكم﴾ (3).
وأمثالها، مضافا إلى متواترات السنة (4) وإلا فعلم الداعي إجمالا بأحد

(١) المؤمن: ٦٠.
(٢) البقرة: ١٨٦.
(٣) الفرقان: ٧٧.
(٤) انظر الدر المنثور ١: ١٩٤، تفسير البرهان ١: ١٨٥.
(١٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 167 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقصد الثاني في انقسام صحابة النبي (صلى الله عليه وآله) إلى مؤمن ومنافق: 3
2 ما استدل به الجمهور على وجوب تعظيمهم جميعا 3
3 فساد دعواهم وكذب ملفقاتهم التي نسبوها إلى النبي (صلى الله عليه وآله) 5
4 الإشارة إلى فظائع بعض الصحابة وما صدر عنهم من الفتن 6
5 شهادة الكتاب والأحاديث المعتمدة على أن فيهم مؤمنا ومنافقا وصالحا وطالحا 14
6 كان فيهم من يتعمد الكذب على النبي (صلى الله عليه وآله)، منهم أبو هريرة 16
7 الصحبة بنفسها ليست عاصمة عن ارتكاب القبائح 27
8 ذكر نموذجات من فعالهم المنكرة 28
9 الأحاديث العامية والخاصية في دوران الحق مدار علي (عليه السلام) 34
10 وجوب تقديم الفاضل على المفضول 37
11 سر إعراضهم عن علي (عليه السلام) مع ماله من الفضائل 38
12 حال الإجماع المدعى في السقيفة 41
13 اغتصاب حق وصي الرسول وإيذاء البتول (عليها السلام) 43
14 إشارة إلى ما وقع في الأمم الماضية من مخالفة نبيهم 49
15 حرب علي (عليه السلام) حرب الرسول (صلى الله عليه وآله) 53
16 ما صدر عن عائشة غير قابل للاعتذار 56
17 المقصد الثالث في بيان سائر خلفاء النبي (صلى الله عليه وآله) بعد علي (عليه السلام): 65
18 إمامة السبطين الحسن والحسين (عليهما السلام) 65
19 بعض فضائل أهل البيت (عليهم السلام) 69
20 إمامة زين العابدين علي بن الحسين (عليه السلام) 82
21 إمامة محمد بن علي الباقر (عليه السلام) 87
22 إمامة جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) 90
23 إمامة موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) 94
24 كلام في نسبة البداء إليه تعالى 95
25 إمامة علي بن موسى الرضا (عليه السلام) 107
26 إمامة محمد بن علي الجواد (عليه السلام) 109
27 إمامة علي بن محمد النقي (عليه السلام) 110
28 إمامة الحسن بن علي العسكري (عليه السلام) 111
29 إمامة خاتم الأئمة المعصومين المهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه 113
30 روايتهم عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): أن الخلفاء بعده اثنا عشر 116
31 اضطرابهم في عده تلك العدة 118
32 رد ما زعموه من اشتراط السيطرة 122
33 اعتراض بعض النصاب على أمر الغيبة، والجواب عنه 129
34 مقتضى حديث الثقلين وجود الإمام المعصوم إلى قيام الساعة 131
35 لا تخلو الأرض عن قائم لله بحجته 134
36 من مات ولم يعرف امام زمانه 136
37 إزاحة الاستبعاد عن اختفاء الحجة من العباد 138
38 المقصد الرابع في معتقدات الشيعة الإمامية في أئمتهم المعصومين: 159
39 فضلهم (عليهم السلام) فضل النبي (صلى الله عليه وآله) 159
40 علومهم (عليهم السلام) تغاير علوم الناس 161
41 براءة الشيعة عن المذاهب الشنيعة 163
42 تمايز خلق النبي وأوصيائه (عليهم السلام) عن خلق سائر الناس 172
43 لهم الكرامات واستجابة الدعوات 173
44 بعض الأشعار في مناقب الأئمة الأطهار 180
45 المستدركات من أحايث الفريقين في مناقب علي (عليه السلام): 195
46 1 - في أن عليا (عليه السلام) خير الخلق بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) وخير العرب، وخير الأمة، وخير البشر 196
47 2 - ما ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) من قوله: " علي مني مثل رأسي من بدني " وما يقرب منه 200
48 3 - ولادته (عليه السلام) في أشرف بقاع الأرض 202
49 4 - قلعه الأصنام عن الكعبة المكرمة 203
50 5 - حديث خاصف النعل 204
51 6 - حديث التفاحة 205
52 7 - حديث قميص هارون 205
53 الباب الخامس في المعاد الجسماني 207
54 الركن الأول: 208
55 إمكانه عقلا وثبوته شرعا 208
56 بيان المراد من فناء العالم 218
57 حقيقة الإنسان 220
58 قضاء الحكمة بلزوم مكافاة المحسنين ومجازاة المسيئين 224
59 دفع شبهة إعادة المعدوم 227
60 تحقيق في معنى الحشر والإحياء 230
61 بعض التأويلات الباردة والآراء الكاسدة 235
62 شبة الآكل والمأكول 237
63 شبهة عود جميع الفضلات 242
64 الركن الثاني: 245
65 عالم البرزخ 245
66 وجوب الإذعان لما ثبت وروده عن المعصومين (عليهم السلام) من وقائع عالم البرزخ 247
67 ذكر بعض الاعتراضات متعقبة بأجوبتها 248
68 وجوب تصديق ما نطق به الكتاب وما ثبت وروده عنهم (عليه السلام) في وقائع عالم النشور: من صحيفة الأعمال، والميزان، والصراط، والكوثر، وشهادة الجوارح، والنار والجنة، والحور والقصور 254
69 كل ذلك حق حقيقة، لا يجوز التأويل فيها وإن ارتكبه بعض المدعين للفلسفة والمعرفة 266
70 الركن الثالث: 269
71 جواز عفوه تعالى عن عصاة المؤمنين 269
72 لا قبح في إسقاط الوعيد، ولا ينافي صدقه تعالى 274
73 لا ينال عفوه تعالى إلا من له الأهلية 279
74 الركن الرابع: 283
75 ثبوت الشفاعة بالكتاب والإجماع والخبر المتواتر 283
76 شمول الشفاعة للصالح والطالح من المؤمنين 285
77 الآيات النافية للشفاعة 287
78 من هم الشافعون؟ 290
79 الركن الخامس: 292
80 التوبة، بيان حقيقتها ووجوبها وفوريتها 292
81 التوبة فيما يرجع إلى حقوق الناس 295
82 هل تجوز التوبة عن بعض المعاصي دون بعض؟ 298
83 توبة تخص بالإبرار 300
84 الركن السادس: 303
85 حقيقة الإيمان والكفر والنفاق 303
86 الركن السابع: 310
87 الإحباط والتكفير 310
88 بيان المراد منهما، والاختلاف في ثبوتهما 310
89 الركن الثامن: 315
90 ثمرة الإيمان 315
91 الثواب والأجور الأخروية 315
92 المؤمن المذنب 319
93 هل الثواب بالاستحقاق أو أنه تفضل؟ 323
94 خاتمتان: 326
95 1 - البحث عن الآجال 327
96 2 - البحث عن الأرزاق 328
97 أرجوزة في بيان مكارم الأخلاق 335
98 التمهيد 336
99 من ينبغي مصاحبته 339
100 اغتنام الفرصة 341
101 الإحسان بلا منة 342
102 الصبر والحلم 344
103 اللين والخشونة 345
104 الصدق والسخاء 346
105 حسن الظن بالمؤمنين ونصحهم وكتمان أسرارهم 347
106 التواضع والتجنب عن الكبر 349
107 تطهير القلب من الوساوس 351
108 الإحسان بالوالدين 352
109 القناعة والتحذر من منن الرجال 354
110 التحذر من قطيعة الرحم 356
111 من الرحم؟ وما الصلة؟ 358
112 الخوف والرجاء 361
113 الاستشفاع في الحوائج إليه تعالى بأوليائه والتوسل بهم (عليهم السلام) 362
114 خضوع الشفاعة غير خضوع العبادة 365
115 الحسد وتبعاته 367
116 أهل المشورة 369
117 مخاطبة الجهال والسفهاء 370
118 التحذر من الاغترار بالدنيا 371
119 فضل الصمت وتقليل الكلام 375
120 تهذيب النفس بحسن الخلق و... وتحليتها بالعلم والأدب 376
121 مكانة الفقه، وقيمة العلم وتشبيهه بالبحر الزاخر 378
122 نصائح بليغة في طريق التعلم 385
123 النهي عن اتباع الظن 396
124 دور الأدلة الاجتهادية في الأحكام الدينية 399
125 تفريغ ساعات للعبادات المأثورة 402
126 الاهتمام بالفرائض اليومية 404
127 فضل الصيام 407
128 أداء الحقوق المالية، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر 408
129 الزواج والعفاف 409
130 الختام 411