المناشدة والاحتجاج بحديث الغدير - الشيخ الأميني - الصفحة ٨٣
معاوية كان يجلس بالعشيات بباب كندة، ويجلس الناس إليه، فجاء شاب من الكوفة فجلس إليه فقال:
يا أبا هريرة أنشدك الله أسمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول لعلي بن أبي طالب: " اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه "؟.
فقال: اللهم نعم. قال: فأشهد بالله لقد واليت عدوه وعاديت وليه. ثم قام عنه. (1) وروت الرواة أن أبا هريرة كان يؤاكل الصبيان في الطريق ويلعب معهم، وكان يخطب وهو أمير المدينة، فيقول: الحمد لله الذي جعل الدين قياما، وأبا هريرة إماما، يضحك الناس بذلك. وكان يمشي وهو أمير المدينة في السوق، فإذا انتهى إلى رجل يمشي أمامه ضرب برجليه الأرض ويقول: الطريق الطريق، قد جاء الأمير. يعني نفسه.

(١) وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف: ح ١٢١٤١، والبزار في مسنده كشف الأستار: ح ٢٥٣١، وأخرجه الحافظ الطبراني، وعنه في مجمع الزوائد:
٩
/ 105.
وأخرجه المبارك بن عبد الجبار الصيرفي في الطيوريات: ج 9 / ق 160 / ب ، وأخرجه الذهبي في كتابه الغدير - جزء في حديث من كنت مولاه - بالأرقام : 82 - 88، وابن حجر العسقلاني في المطالب العالية: ح 3958، وفي مختصر زوائد مسند البزار: ح 1903، والبوصيري في إتحاف السادة المهرة: ج 3 ق 56 / أ.
وفي رواية الذهبي في غديره رقم 84: قدم علينا معاوية [الكوفة] فنزل النخيلة، فدخل أبو هريرة المسجد بالكوفة، فكان يقص على الناس ويذكرهم!
فقام إليه شاب، فقال: يا أبا هريرة نشدتك بالله أنت سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول لعلي: " من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه "؟ قال: اللهم نعم.
وفي مصنف ابن أبي شيبة: ح 12141: فقال الشاب: أنا منك برئ، أشهد أنك قد عاديت من والاه، وواليت من عاداه، قال: فحصيه الناس بالحصى .
فيبدو أن معاوية لما قدم الكوفة بعث جهاز إعلامه شيخ المضيرة إلى المسجد يمجده ويطريه ويحرض الناس على إكرامه وتبجيله! ولعله نال من أمير المؤمنين عليه السلام وتنقصه!! مما أثار حفيظة هذا الشاب، فقام إليه وناشده وأفحمه، وقال له: فأشهد بالله لقد واليت عدوه وعاديت وليه.
وأنت تعلم أن مجرد القصص والتذكير لا يؤدي إلى مثل هذا. (الطباطبائي).
(٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 ... » »»