السجود على التربة الحسينية - الشيخ الأميني - الصفحة ٣١
الساجد لله طينته الوضيعة الخسيسة التي خلق منها، وإليها يعود، ومنها يعاد تارة أخرى، حتى يتعظ بها، ويكون على ذكر من وضاعة أصله، ليتأتى له خضوع روحي، وذل في الباطن. وانحطاط في النفس، واندفاع في الجوارح إلى العبودية، وتقاعس عن الترفع والأنانية، ويكون على بصيرة من أن المخلوق من التراب حقيق وخليق بالذل والمسكنة ليس إلا.
ولا توجد هذه الأسرار قط وقط في المنسوج من الصوف والديباج والحرير، وأمثاله من وسائل الدعة والراحة، مما يري للإنسان عظمة في نفسه، وحرمة وكرامة ومقاما لديه، ويكون له ترفعا وتجبرا واستعلاءا وينسلخ عند ذلك من الخضوع والخشوع.
وها نحن نقدم إلى القارئ جميع ما جاء في الصحاح الست، وغيرها من أمهات المسانيد والسنن، من سنة رسول الله صلى الله عليه وآله الواردة فيما يصح السجود عليه، ونمضي على ضوئها ونتخذها سنة متبعة، وطريقة حقه لا محيد عنها، وهي على ثلاثة أقسام.
(٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 24 25 27 29 30 31 32 33 34 35 36 ... » »»