السجود على التربة الحسينية - الشيخ الأميني - الصفحة ٢٢
ذلك؟ قال عليه السلام لأن السجود خضوع لله عز وجل فلا ينبغي أن يكون على ما يؤكل ويلبس لأن أبناء الدنيا عبيد ما يأكلون ويلبسون والساجد في سجوده في عبادة الله عز وجل فلا ينبغي أن يضع جبهته في سجوده على معبود أبناء الدنيا الذين اغتروا بغرورها (1). والحقيقة أن الصلاة مظهر عبودي لله، علينا لأن نكون مخلصين له الدين ولا نشرك بعبادة ربنا أحدا ولذا قال الفقهاء ببطلان الصلاة مع الرياء لأن نية القربة بدأت تتأرجح والمردد لا يقع فكذلك السجود على الملبوس والمأكول له انعكاسات على نية التقرب يمكن أن تأتي بمردود غير مستحسن تتساقط أمامه نية التقرب إلى الله.
والخلاصة يصح للمسلم أن يسجد على ما يطلق عليه أرضا سواء أكان ترابا أو صخرا أو رملا أو طينا أو على الرخام (الحجر الطبيعي) لأن كل ذلك يسمى أرضا وعلى كل نبات بشرط أن لا يكون مأكولا كسائر الفواكه والبقول التي اعتاد الناس أكلها كالتمر والتفاح والبصل والبطاطا، أما النوى والقشور وورق الأشجار وأخشابها

(1) مستمسك العروة الوثقى للسيد محسن الحكيم قدس سره: 5 / 338.
(٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 17 18 19 20 21 22 23 24 25 27 29 ... » »»