فصل [بعث زينب بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) فداء لأبي العاص زوجها] روي عن أرباب السير ونقلة الآثار، إنه لما سارت قريش إلى بدر، سار أبو العاص ابن أخت خديجة زوج زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وآله معهم، فأصيب في الأسرى يوم بدر فأتي به النبي صلى الله عليه وآله فكان عنده مع الأسارى، فلما بعث أهل مكة في فداء أساريهم بعثت زينب في فداء أبي العاص بعلها بمال وكان فيما بعثت به قلادة كانت لخديجة أمها رضي الله عنها أدخلتها بها على أبي العاص ليلة زفافها عليه، فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وآله رق لها رقة شديدة وقال للمسلمين:
إن رأيتم أن تطلقوا أسيرها وتردوا عليها ما بعثت به من الفداء فافعلوا فقالوا: نعم يا رسول الله نفديك بأنفسنا وأموالنا، فردوا عليها ما بعثت به وأطلقوا لها أبا العاص بغير فداء (1).
قال ابن أبي الحديد: قرأت على النقيب أبي جعفر يحيى بن أبي زيد البصري العلوي هذا الخبر فقال: أترى أبا بكر وعمر لم يشهدا هذا المشهد؟!! أما كان يقتضي التكرم والإحسان أن يطيب قلب فاطمة عليها السلام بفدك ويستوهب لها من المسلمين؟ أتقصر منزلتها عند رسول الله صلى الله عليه وآله من منزلة زينب أختها؟!!