الأقوال (1).
أقول: الاستدلال بأمثال هاتين الآيتين على العقاب بأفعال القلب تأمل، لتعارضها بآيات أخر، منها قوله تعالى " وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم " (2) وقوله تعالى " فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره " (3) الآية، ثم قبح قصد القبيح ممنوع في الشريعة السمحة السهلة، مضافا إلى أخبار العفو عنه، كما ستعرفه، وعلى تقدير التسليم فليحمل الآيات المذكورة على القسم الثالث كما سيجئ وستعرف الكلام فيه أيضا.
فالأخبار الدالة على التفصيل ب " أن من يهم حسنة ولم يعملها كتب حسنة، ومن يهم بسيئة ولم يعملها لم يكتب عليه، ومن يهم وعملها كتب عليه سيئة " لعل المراد منها العزم بها كما في القسم الثالث، وهو بتوطين النفس على الفعل أو الترك، وقد اختلفوا فيه، والمنقول عن السيد المرتضى (رضي الله عنه) كصريح الشيخ أبي علي الطبرسي (طاب ثراه) في الجوامع كما عرفت المؤاخذة به، والمحكي عن كثير من الأصحاب عدم المؤاخذة به أيضا، وهذا في غير العزم بما ثبت المؤاخذة به كالكفر والحسد.
.