مشارق أنوار اليقين - الحافظ رجب البرسي - الصفحة ٣٧٢
تدعو أخاها الغريب المستظام أخي * يا ليت طرف المنايا عن علاك عم من اتكلت عليه النساء؟ ومن * أوصيت فينا؟ ومن يحنو على الحرم هذي سكينة قد عزت سكينتها * وهذه فاطم تبكي بفيض دم تهوي لتقبيله والدمع منهمر * والسبت عنها بكرب الموت في غمم فيمنع الدم والنصل الكسير به * عنها فتنصل لم تبرح ولم ترم تضمه نحوها شوقا، وتلثمه * ويخضب النحر منه صدرها بدم تقول من عظم شكواها ولوعتها * وحزنها غير منفض ومنفصم أخي لقد كنت نورا يستضاء به * فما لنور الهدى والدين لي ظلم أخي لقد كنت غوثا للأرامل يا * غوث اليتامى وبحر الجود والكرم يا كافلي هل ترى الأيتام بعدك في * أسر المذلة والأوصاب والألم يا واحدي يا بن أمي يا حسين لقد * نال العدى ما تمنوا من طلابهم وبردوا غلل الأحقاد من ضغن * وأظهروا ما تخفى في صدورهم أين الشقيق وقد بان الشقيق وقد * جار الرقيق ولج الدهر في الأزم مات الكفيل وغاب الليث فابتدرت * عرج الضباع على الأشبال في نهم وتستغيث رسول الله صارخة * يا جد أين الوصايا في ذوي الرحم يا جدنا لو رأت عيناك من حزن * للعترة الغر بعد الصون والحشم مشردين عن الأوطان قد قهروا * ثكلى أسارى حيارى ضرجوا بدم يسري بهن سبايا بعد عزهم * فوق المطايا كسبي الروم والخدم هذا بقية آل الله سيد أهل * الأرض زين عباد الله كلهم نجل الحسين الفتى الباقي ووارثه * والسيد العابد السجاد في الظلم يساق في الأسر نحو الشام مهتضما * بين الأعادي فمن باك، ومبتسم ابن النبي السبط وثغر يقرعه * يزيد بغضا لخير الخلق كلهم أينكث الرجس ثغرا كان قبله * من حبة الطهر خير العرب والعجم؟
ويدعي بعدها الإسلام من سفه * وكان أكفر من عاد ومن أرم!
يا ويله حين تأتي الطهر فاطمة * في الحشر صارخة في موقف الأمم
(٣٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 367 368 369 370 371 372 373 374 375 376 377 » »»