كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد (تحقيق الزنجاني) - العلامة الحلي - الصفحة ٤٥٤
المسألة الخامسة عشر: في الإيمان والأحكام قال: والإيمان التصديق بالقلب واللسان ولا يكفي الأول لقوله تعالى (وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم) ونحوه ولا يكفي الثاني لقوله تعالى قل لم تؤمنوا.
أقول: اختلف الناس في الإيمان على وجوه كثيرة ليس هذا موضع ذكرها والذي اختاره المصنف (ره) إنه عبارة عن التصديق بالقلب واللسان معا ولا يكفي أحدهما فيه أما التصديق القلبي فإنه غير كاف لقوله تعالى (واستيقنتها أنفسهم) وقوله تعالى (فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به) فأثبت لهم المعرفة والكفر وأما التصديق اللساني فإنه غير كاف أيضا لقوله تعالى (قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا) ولا شك في أن أولئك الأعراب صدقوا بألسنتهم.
قال: والكفر عدم الإيمان إما مع الضد أو بدونه والفسق الخروج عن طاعة الله مع الإيمان به والنفاق إظهار الإيمان وإخفاء الكفر.
أقول: الكفر في اللغة هو التغطية وفي العرف الشرعي هو عدم الإيمان أما مع الضد بأن يعتقد فساد ما هو شرط في الإيمان أو بدون الضد كالشاك الخالي من الاعتقاد الصحيح والباطل والفسق لغة الخروج مطلقا وفي الشرح عبارة عن الخروج عن طاعة الله تعالى فيما دون الكفر والنفاق في اللغة هو إظهار خلاف الباطن وفي الشرع إظهار الإيمان وإخفاء الكفر.
قال: والفاسق مؤمن لوجود حده فيه.
أقول: اختلف الناس هيهنا فقالت المعتزلة إن الفاسق لا مؤمن ولا كافر وأثبتوا منزلة بين المنزلتين وقال الحسن البصري إنه منافق وقالت الزيدية إنه كافر نعمة وقالت الخوارج إنه كافر والحق ما ذهب إليه المصنف (ره) وهو مذهب الإمامية والمرجئة وأصحاب الحديث وجماعة الأشعرية من أنه مؤمن والدليل عليه أن حد المؤمن وهو المصدق بقلبه ولسانه في جميع ما جاء النبي به موجود فيه فيكون مؤمنا.
(٤٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 445 446 447 448 449 450 451 452 453 454 455 » »»