كتاب الألفين - العلامة الحلي - الصفحة ٣٨١
من الفاسق يهديه الله للآية المذكورة ينتج لا شئ من الإمام بفاسق بالضرورة وكل غير معصوم فاسق بالامكان ينتج لا شئ من الإمام غير معصوم بالضرورة وهو يستلزم قولنا كل إمام معصوم بالضرورة لوجود الموضوع وهو المطلوب فهنا مقدمات:
الأولى: الإمام هاد لكل من هو إمام له لقوله تعالى: (وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا) فالإمام هو هادي المأموم إلى الحق.
الثانية: كل هاد يهديه الله بالضرورة لقوله تعالى: (ومن يهد الله فهو المهتدي) ولاتفاق الأمة عليه أما الأشاعرة فظاهر وأما المعتزلة فلأن العقل والاستعداد من فعل الله تعالى.
الثالثة: أن المراد من قوله تعالى: (القوم الفاسقين) إما كل واحد أو الكل وعلى التقديرين فالمطلوب حاصل أما على الأول فظاهر وأما على الثاني فلأن الفسق ليس بهداية فالفاسق حال فسقه غير مهتد بالضرورة.
الرابعة: إن كل غير معصوم فاسق بالامكان وهو ظاهر إذ العصمة هي بامتناع الذنب والفسق بإمكانه.
العاشر: قوله تعالى: (زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين) الآية، وجه الاستدلال أن القوة الشهوية مرجحة لارتكاب الشهوات ثم هي محبوبة زين للناس حبها فقد حصل ترجيح من هذه الوجوه الثلاثة وذلك يوجب لمن ضعف عقله مقاومة هذه المرجحات وهم أكثر الخلق على ما نشاهده وذلك يوجب ارتكاب المحرمات وعدم الالتفات إلى الشرع فلا بد من رادع فكل غير معصوم فيه هذا بالامكان ولأن القوى متفاوتة غير منضبطة فالرادع هو الرئيس ولا بد أن يمتنع منه هذه الأشياء وإلا لساوى غيره بل يكون الرياسة له معينة وتمكنه وعدم ممانعة غيره فإن غيره لا يقواه فوجب أن يحكم بامتناع ذلك منه حتى يكون الناس له أطوع ولا نعني بالمعصوم إلا ذلك وهو المطلوب.
الحادي عشر: قوله تعالى: (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض
(٣٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 376 377 378 379 380 381 382 383 384 385 386 ... » »»
الفهرست