كتاب الألفين - العلامة الحلي - الصفحة ٣٨٠
الثاني: هذه المراتب هي الحق وهي الهواية الخالصة وهي المرتبة التي قال الله تعالى: (ولم يلبسوا إيمانهم بظلم) وحاجة الناس إلى الإمام ليهديهم ويحملهم عليها وبه وبامتثال أوامره ونواهيه واتباع أقواله وأفعاله تنقطع حاجتهم ويحصل لهم الاستغناء فلو لم يكن فيه هذه الصفات المذكورة مجتمعة لم تنقطع الحاجة.
الثالث: قوله تعالى: (أولئك هم الراشدون) يدل على انحصار الراشد في هؤلاء لأنها صيغة الحصر وخصوصا مع التأكيد فغير هؤلاء ليسوا براشدين فالإمام إما رشاد أوليس براشد والثاني محال لأنه لا شئ ممن ليس بمراشد مرشد مطلقا بالضرورة وكل إمام مرشد مطلقا بالضرورة ينتج لا شئ ممن ليس براشد مطلقا بإمام بالضرورة فتعين القسم الأول وهو أن يكون الإمام من هؤلاء فهو معصوم لما تقرر وهو المطلوب.
السابع: اتباع الإمام موجب لمحبة الله تعالى بالضرورة ولا شئ من المذنب اتباعه موجب لمحبة الله تعالى فلا شئ من الإمام بمذنب بالضرورة أما الصغرى فلمساواة اتباع الإمام لاتباع النبي لقوله تعالى: (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم)، فجعل طاعة الإمام وطاعة النبي متساويتين واتباع النبي موجب لمحبة الله تعالى لقوله تعالى: (فاتبعوني يحببكم الله) فكذا اتباع الإمام وأما الكبرى فلقوله تعالى إن الله لا يحب المعتدين والمذنب معتد بالضرورة.
الثامن: كل إمام مصلح بالضرورة لأنه غاية إمامته لقوله تعالى:
(يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) والجمع المضاف للعموم ولا شئ من غير المعصوم بمصلح بالامكان، وهو بديهي فلا شئ من الإمام بغير معصوم بالضرورة لما بين في المنطق وهو يستلزم كل إمام معصوم بالضرورة لوجود الموضوع وهو المطلوب.
التاسع: قوله تعالى: (والله لا يهدي القوم الفاسقين) وجه الاستدلال أن نقول الإمام هاد لكل من هو إمام له بالضرورة وكل هاد يهديه الله بالضرورة ينتج الإمام يهديه الله بالضرورة فنجعلها صغرى لقولنا لا شئ
(٣٨٠)
مفاتيح البحث: الحاجة، الإحتياج (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 375 376 377 378 379 380 381 382 383 384 385 ... » »»
الفهرست