كتاب الألفين - العلامة الحلي - الصفحة ٣١١
للبشر والإمام هاد إلى ذلك فلا بد وأن يكون بهذه الصفة كماله الذي يقتضي عصمته وإلا لكان ناقصا في القوة العملية والعلمية هذا خلف.
الثاني والتسعون: النبي صلى الله عليه وآله عام الدعوة للإمام ولغيره فلا يخلو أما أن يكون قد كملت هذه الصفات الأربع التي جاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم لتكميلها فيه أولا والثاني محال لأنه أما محال فلا يكون مكلفا بالبعض لاستحالة التكليف بالمحال وأما ممكن فيجب حصوله لأن النبي فاعل شديد الحرص والإمام قابل وهو ظاهر والأول هو المطلوب وهو يستلزم العصمة.
الثالث والتسعون: قد علم بهذه الآية الكريمة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم إنما بعث لتكميله هذه الصفات الأربع وأوجب الله تعالى طاعته والتأسي به ليحصل للمطيع له عليه السلام في كل أوامره ونواهيه المتأسي به كمال هذه الصفات فكل من أوجب طاعته كوجوب طاعة النبي ويكون أولى بالتصرف في الأمة كالنبي فلا يكون بد أن يكون المطيع له في أوامره ونواهيه المتأسي به يحصل له هذه الغاية كما حصل من اتباع النبي وطاعته لأن مساواة وجوب طاعة الأمرين يستلزم اتحاد غايتهما وتساوي الأمرين في الأداء إلى الغاية فلا بد أن يحصل كمال هذه الصفات في الإمام قطعا وهو معنى العصمة.
الرابع والتسعون: قوله تعالى: (أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدى فما لكم كيف تحكمون) جعل الهادي هو الذي يهدي ولا يهدى فكل من لم يكمل هذه الصفات فيه وهي التزكية المطلقة والعلم بالكتاب والعلم بالحكمة فهو يهدي والإمام هو الهادي لقوله تعالى:
(ولكل قوم هاد) فتكون هذه الصفات كاملة في الإمام وهي العصمة.
الخامس والتسعون: قوله تعالى: (فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولاهم يحزنون) فنقول التابع للإمام دائما هو تابع للهدى دائما لأن الله تعالى أمر بطاعته أمرا كليا عاما فهو كالمشرع أمره عام في الأوقات والمكلفين فلم لم
(٣١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 306 307 308 309 310 311 312 313 315 316 317 ... » »»
الفهرست