الشافي في الامامة - الشريف المرتضى - ج ٤ - الصفحة ٥٦
يجوز أن يحتج به في أماكن العلم، ثم هو معارض بأخبار كثيرة قد ذكرنا منها طرفا فيما تقدم من هذا الكتاب مثل قوله: (لتتبعن سنن الذين من قبلكم شبرا بشبر، وذراعا بذراع، حتى لو دخل أحدهم في حجر ضب لدخلتموه) فقالوا: يا رسول الله، اليهود والنصارى؟ قال (فمن إذا) (1) وقال في حجة الوداع بعد كلام طويل: " ألا لا أعرفنكم ترتدون بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض، ألا إني قد شهدت وغبتم " (2) وهذا خطاب لأصحابه ومن كان في أيامه وقرنه، على أنه لا يخلو هذا الخبر (3) من أن يكون متوجها إلى جميع من كان في أيامه وعصره أو إلى بعض من كان فيه، فإن كان متوجها إلى جميعهم فهذا ما لا نقول به جميعا لأن في أيامه وعلى قرنه معاوية وعمرو بن العاص وأبا سفيان وفلانا وفلانا ممن نقطع جميع على أنه لا خير عنده، وإن كان متوجها إلى البعض فقد سقط الغرض بالاحتجاج به، وهذه جملة كافية في هذا الفضل.

(1) تقدم تخريجه.
(2) تقدم تخريجه.
(3) في ع " هذا الجنس " فيكون المعنى هذا الجنس من الكلام وهو " خير الناس قرني ".
(٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 ... » »»