الشافي في الامامة - الشريف المرتضى - ج ٤ - الصفحة ٢٠٧
عبد الرحمن بن عوف، فسعد لا يخالف ابن عمه عبد الرحمن، وعبد الرحمن صهر عثمان لا يختلفان فيوليها عبد الرحمن عثمان، أو يوليها عثمان عبد الرحمن، فلو كان الآخران معي لم ينفعاني بله (1) إني لا أرجو إلا أحدهما فقال له العباس: لم أدفعك في شئ إلا رجعت إلي متأخرا (2) أشرت إليك عند وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله أن تسأله فيمن هذا الأمر فأبيت، وأشرت عليك بعد وفاته أن تعاجل الأمر فأبيت وأشرت عليك حين سماك عمر في الشورى ألا تدخل معهم فأبيت فاحفظ عني واحدة فكل ما عرض عليك القوم فقل لا إلا أن يولوك، واحذر هؤلاء الرهط فإنهم لا يبرحون يدفعوننا عن هذا الأمر حتى يقوم به لنا غيرنا [وغيرهم] (3)، وأيم الله لا تناله إلا بشر لا ينفع معه خير، فقال له أمير المؤمنين عليه السلام أما والله لأن بقي عمر لأذكرنه ما فعل وأتى، ولئن مات ليتداولنها بينهم، ولئن فعلوا لتجدنني حيث يكرهون، ثم تمثل:
حلفت برب الراقصات عشية * غدون خفافا يبتدرن المحصبا ليحتلبن رهط ابن يعمر قاربا * نجيعا بنو الشداخ وردا مصلبا (4)

(1) في الطبري " مستأخرا ".
(2) بله، بمعنى: دع، وهي مبنية على الفتح، وقيل: معناها سوى.
(3) التكملة من شرح نهج البلاغة عن الشافي.
(4) الراقصات الإبل، وخفاف مسرعات، ويبتدرن: يستبقن، والمحصب: موضع رمي الجمار بمنى، أو الشعب بين مكة ومنى كان الخارجون من مكة إلى منى ومن منى إلى مكة يقيمون به ساعة من الليل قبل التوجه إلى مقصدهم ليحتلبن توكيد للحلب وفي الطبري " ليختلين " والتخلي هو أن تترك الناقة الغزيرة للحلب بعد أن يدني ولدها فتعطف عليه ويترك تحتها ريثما تستدر ثم يجر من تحتها وتسمى خلية والشداخ - كشداد: يعمر بن عوف الكناني: و " نجيعا " مفعول " يحتلبن ".
(٢٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 ... » »»