التحفة العسجدية - يحيى بن الحسين بن القاسم - الصفحة ٨٨
عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين) (1) فدلت هذه الآية على أنهم مختارون متمكنون، وأن الله تعالى لو شاء لأنزل آية تكون سببا في خضوعهم واقرارهم رغما، ولكن أبت حكمته إلى أن يكل أمرهم إلى الاختيار مع أنه لم يقل تعالى: إن نشأ نخلق فيهم الخضوع، أو الايمان كما هو رأي الجبرية، فمفهوم الآية ظاهر في أن غاية الامر نزول آية تحوجهم إلى الخضوع، لا خلق الخضوع فيهم.
فصل قالت العدلية: لو كان فعل العبد خلقا لله لما نسب الأعمال إليهم في قوله تعالى: (فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره، ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره) (2).
وقوله تعالى: (ووجدوا ما عملوا حاضرا) (3).
وقوله: (وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون) (4).
وقوله تعالى: (فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون) (5).
وقوله تعالى: (ألم تكن آياتي تتلى عليكم فاستكبرتم وكنتم قوما مجرمين) (6).

1 الشعراء (3 - 4).
2 الزلزلة (7 - 8).
3 الكهف (49).
4 الزخرف (72).
5 الحجر (92).
6 الجاثية (31).
(٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 ... » »»