ترجمة الإمام الحسن (ع) - من طبقات ابن سعد - الصفحة ٧٤
زهير بن معاوية، قال: حدثنا أبو إسحاق، عن عمرو الأصم، قال: قلت للحسن ابن علي: إن هذه الشيعة تزعم أن عليا مبعوث قبل يوم القيامة؟ قال: كذبوا والله ما هؤلاء بالشيعة، لو علمنا أنه مبعوث ما زوجنا نساءه ولا اقتسمنا ماله (98).
129 - قال: أخبرنا كثير بن هشام، قال: حدثنا جعفر بن برقان، قال: سمعت ميمون بن مهران قال: إن الحسن بن علي بن أبي طالب بايع أهل العراق بعد علي على بيعتين، بايعهم على الإمرة، وبايعهم على أن يدخلوا فيما دخل فيه ويرضوا بما رضي به.
130 - قال: أخبرنا محمد بن عبيد، قال: حدثني صدقة بن المثنى، عن جده رياح بن الحارث، قال: إن الحسن بن علي قام بعد وفاة علي - رضي الله عنهما - فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: إن كل ما هو آت قريب، وإن أمر الله واقع وإن كره الناس، وإني والله ما أحببت أن آلي من أمركم - أمة محمد - ما يزن مثقال حبة من خردل يهراق فيه محجمة من دم، قد علمت ما يضرني مما ينفعني فالحقوا

(٩٨) ورواه عبد الله بن أحمد في مسند أبيه ١ / ١٤٨ وبرقم ١٢٦٥، وفي مناقب علي - لأبيه أيضا - برقم ٣٤٤ بإسناد آخر.
وفي المناقب أيضا برقم 250 من زيادات القطيعي رواه عن عبد الله بن الحسن عن علي بن الجعد، عن زهير.
وهذا هو القول بالرجعة الذي تؤمن به الشيعة تبعا لما ثبت لديهم بطرق كثيرة عن أئمة أهل البيت - عليهم السلام - وقد أمرنا باتباعهم والتمسك بهم، والرجعة هو رجوع بعض الأئمة بعد ظهور الإمام المهدي - عليه السلام - ورجوع من محض الإيمان محضا ومن محض الكفر محضا إلى دار الدنيا، وهو أمر سمعي ثبت بالسمع والأدلة النقلية.
وهذه الرواية تدلنا على أن هذه العقيدة كانت معروفة عند الشيعة منذ عهد أمير المؤمنين - عليه السلام -، وقد ألف في ذلك علماؤنا منذ القرن الثالث في إثبات الرجعة رسائل كثيرة.
وقد شنع علينا بذلك منذ القدم إخواننا العامة، ولا ضير في ذلك، فليس بدعا من بقية ما ورد النقل به عند الفريقين من الآيات والعلامات قبل يوم القيامة مما يعرف عندهم بأشراط الساعة، وهي مخرجة في الصحاح والسنن والمسانيد وصنفت فيها كتب خاصة.
فليس في العقل ما يمنع من ذلك إذا ثبت بالسمع، وكل ذلك في مقدور الله سبحانه، فما ثبت منها بالأدلة السمعية وجب الإيمان به، وقد قص الله علينا في كتابه الكريم خبر ألوف خرجوا حذر الموت فأماتهم الله ثم أحياهم.
(٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 ... » »»