ترجمة الإمام الحسن (ع) - من طبقات ابن سعد - الصفحة ٦
رجال الفكر، ورواد العلم، وترى وطأتها عليهم - دون غيرهم - أكبر ثقلا، وأشد فداحة.
نعم، لقد شائت إرادة السماء أن تطوي الساعات الأولى من فجر اليوم السابع من شهر رمضان هذا بثوبها المسدل - وعلى حين غرة - علما بارزا من رجال العلم والمعرفة، وينبوعا معطاء متدفقا بالخير والعطاء المزدان بالتواضع الجم والبساطة المتناهية.
بلى، لقد شهدت تلك الساعات - ثكلى - رحيل العلامة الجليل، والمحقق القدير، سماحة آية الله السيد عبد العزيز الطباطبائي رحمه الله سبط صاحب كتاب (العروة الوثقى) آية الله العظمى السيد محمد كاظم الطباطبائي اليزدي رحمه الله (ت 1337 ه‍).
رحل السيد الطباطبائي بعد عمر ناهز الثمانية والستين عاما أوقف جله - بشهادة جميع من عرفوه - في طلب العلم وتعليمه، فخلف خلالها الكثير من البصمات المباركة المشهودة في المكتبة الإسلامية الكبرى، والأكثر منها في قلوب الكثير من الباحثين والمحققين الذين اعتبروه - بحق - مرشدا أمينا، وموجها قل نظيره.
ونحن إذ ننعى - بقلوب أشجاها الحزن وأقرحها المصاب - وفاة هذا العالم الفذ فإنا نقدم في الوقت نفسه بين يدي القارئ الكريم واحدا من آخر إنجازاته النفيسة - وهو ترجمة الإمام الحسن عليه السلام من كتاب الطبقات الكبرى لابن سعد - كان مقدرا له أن يصدر قبل أكثر من عام من الزمن، بيد أن جملة من ظروف متعددة أحاطت بمحققه - كان أهمها ابتلاؤه بمرضه الذي أودى بحياته (1) - أجلت إنجاز هذا العمل إلى هذه الأيام، ليرى النور بعد مغادرة

(1) تعرض السيد الطباطبائي رحمه الله السنتين الأخيرتين إلى أزمتين قلبيتين حادتين، شاءت إرادة البارئ جل اسمه أن ينجو منهما، وأن يتوفى بعد بضيق التنفس كما ذكر.
والحق يقال بأن هاتين الأزمتين القلبيتين قد دفعتا السيد الطباطبائي إلى محاولة المسارعة في إنجاز ما يمكن إنجازه من أعماله المتعددة التي لا زالت قيد العمل، خوفا من أن تدركه الوفاة قبل ذلك، فأنجز البعض منها، ولا زال الكثير متوقف عند مراحل مختلفة، بعضها في مراحله الأخيرة.
(٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 2 3 5 6 7 9 10 11 12 13 ... » »»