مجمع البحرين - الشيخ الطريحي - ج ٤ - الصفحة ٥٣
الذين كفروا وجحدوا بعلم فهم الذين قال الله تعالى * (وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به) * فهؤلاء كفروا وجحدوا بعلم - انتهى (1).
وفي حديث الصادق عليه السلام " الكفر في كتاب الله على خمسة أوجه:
كفر الجحود وهو على وجهين: جحود بالربوبية وأن لا جنة ولا نار كما قال صنف من الزنادقة والدهرية الذين يقولون * (وما يهلكنا إلا الدهر) *، والوجه الآخر من الجحود هو أن يجحد الجاحد وهو يعلم أنه حق واستقر عنده كما قال تعالى: * (وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم) *.
والثالث كفر النعمة قال تعالى: * (ولئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد) *. الرابع ترك ما أمر الله به وعليه قوله تعالى: * (أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض) *. الخامس كفر البراءة وعليه قوله تعالى في قوم إبراهيم لقومه * (كفرنا بكم) *.
قوله: * (كان مزاجها كافورا) * [76 / 5] أي ماؤها كافور، وهو اسم عين في الجنة ماؤها في بياض الكافور ورائحته وبرده.
قوله: * (قتل الانسان ما أكفره) * [80 / 17] أي عذب ولعن الانسان ما أكفره ما أشد كفره وأبين ضلاله، وهذا تعجب منه، كأنه قال تعجبوا منه ومن كفره مع كثرة الشواهد على التوحيد والايمان. وقيل إن ما للاستفهام، أي أي شئ أكفره وأوجب كفره، فكأنه قال ليس هاهنا شئ يوجب الكفر ويدعو إليه، فما الذي دعاه إليه مع كثرة النعم عليه.
والمكفر: مجحود النعمة مع إحسانه.
ومنه حديث " المؤمن مكفر ".
والتكفير: أن يخضع الانسان لغيره، ومنه حديث النصراني لابي الحسن عليه السلام حيث قال: إن أذنت لي كفرت لك وكفر الله عنه الذنوب: محاه، ومنه " الكفارة " وهي فعالة من الكفر، وهي التغطية لأنها تكفر الذنب عن الانسان، أي تمحوه وتستره وتغطيه.

(1) تفسير علي بن إبراهيم ص 29.
(٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب ك 3
2 باب ل 91
3 باب م 163
4 باب ن 256
5 باب ه 401
6 باب و 456
7 باب ى 571