مجمع البحرين - الشيخ الطريحي - ج ٤ - الصفحة ٢٣٠
أكثر المتكلمين - لما أنكروا الجواهر المجردة - إلى أن الملائكة والجن أجسام لطيفة قادرة على التشكل بأشكال مختلفة.
وفي شرح المقاصد: الملائكة أجسام لطيفة نورانية كاملة في العلم والقدرة على الأفعال الشاقة شأنها الطاعات ومسكنها السماوات وهم رسل الله إلى الأنبياء يسبحون الليل والنهار لا يفترون، لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون.
ونقل عن المعتزلة انهم قالوا: الملائكة والجن والشياطين متحدون في النوع، ومختلفون باختلاف أفعالهم.
أما الذين لا يفعلون إلا الخير فهم الملائكة.
وأما الذين لا يفعلون إلا الشر فهم الشياطين.
وأما الذين يفعلون الخير تارة والشر.
أخرى فهم الجن، ولذلك عد إبليس تارة في الجن وتارة في الملائكة.
ومن الملائكة حملة العرش وهم الثابتة في الأرضين السفلى أقدامهم.
فعن ميسرة " أنه قال أرجلهم في الأرضين السفلى ورؤسهم قد خرقت العرش وهم خشوع لا يرفعون طرفهم، وهم أشد خوفا من أهل السماء السابعة، وأهل السماء السابعة أشد خوفا من أهل السماء السادسة وهكذا إلى سماء الدنيا ".
وعن الصادق عليه السلام " إذا أمر الله ميكائيل بالهبوط إلى الدنيا صارت رجله اليمنى في السماء السابعة، وإن لله ملائكة أنصافهم من ثلج وأنصافهم من نار، وإن لله ملائكة بعد ما بين شحمة أذنه إلى عينيه مسيرة خمسمائة عام خفقان الطير، قال والملائكة لا يأكلون ولا يشربون ولا ينكحون وإنما يعيشون بنسيم العرش، وإن لله ملائكة ركعا سجدا إلى يوم القيامة ".
وما في ملكه شئ أي لا يملك شيئا.
وفي لغة ثالثة: ما في ملكته شئ بالتحريك.
ومنه الدعاء " الحمد لله الذي خضع كل شئ لملكته ".
وفي الحديث " ملكتني عيني وأنا جالس " هو كقولهم ملكته عينيه، يكنى به عن النوم.
وملكت الشئ أملكه ملكا من باب
(٢٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 225 226 227 228 229 230 231 232 233 234 235 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب ك 3
2 باب ل 91
3 باب م 163
4 باب ن 256
5 باب ه 401
6 باب و 456
7 باب ى 571