مجمع البحرين - الشيخ الطريحي - ج ٣ - الصفحة ٣١٥
يفعل بالكفار ما يفعل الملك إذا غضب على من تحت يده. وفى رواية عمرو بن عبيد مع أبي جعفر (ع) وقد قال له:
قوله تعالى * (ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى) * ما ذلك الغضب؟ فقال: هو العقاب يا عمرو، إنه من زعم أن الله قد زال من شئ إلى شئ فقد وصفه صفة المخلوقين.
قوله: * (من لعنه الله وغضب عليه) * [5 / 60] قيل الغضب أشد من اللعنة فخص باليهود لأنهم أشد عداوة لأهل الحق.
قوله: * (إذ ذهب مغاضبا) * [21 / 87] أي مغاضبا لقومه، لأنه دعاهم مدة إلى الايمان فلم يؤمنوا.
وفي الحديث القدسي: (سبقت رحمتي غضبي) الغضب قسمان: غضب الله وهو سخطه على من عصاه ومعاقبته له، وغضب المخلوقين فمنه محمود وهو ما كان في جانب الدين والحق والمذموم ما كان في خلافه، والسبق هنا باعتبار التعلق، أي تعلق الرحمة سابق على تعلق الغضب، لان الرحمة غير متوقفة على عمل سابق، بخلاف الغضب فإنه يتوقف على سابقة عمل، والغضب والرحمة ليسا من صفات الذات بل فعلان له تعالى، وجاز تقديم بعض الأفعال على بعض.
وفي حديث الباقر (ع): (إن الله خلق الجنة قبل أن يخلق النار...
إلى أن قال: وخلق الرحمة قبل أن يخلق الغضب).
والغضب من غير الله تعالى هو عبارة عن غليان دم القلب لإرادة الانتقام، وهو من الاخلاق المذمومة.
وفي الخبر (الغضب شعلة من نار تلقي صاحبها في النار) وذلك لأنه يحمل صاحبه على الدخول في الآثام.
وغضب عليه غضبا فهو غضبان وامرأة غضبى، وفي لغة غضبانة، وقوم غضبى وغضابى مثل سكرى وسكارى، وغضاب كعطاش.
غ ض ر الغضارة: طيب العيش.
و (إنهم لفي غضارة من العيش) أي في خصب وخير.
والغضار بالفتح والغضارة: الطين الحر اللازب.
(٣١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 310 311 312 313 314 315 316 317 318 319 320 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب ض 3
2 باب ط 35
3 باب ظ 87
4 باب ع 105
5 باب غ 290
6 باب ف 351
7 باب ق 445