مجمع البحرين - الشيخ الطريحي - ج ٣ - الصفحة ١٩١
الخمر، لان العنب إذا عصر فإنما يستخرج به الخمر، ويقال الخمر العنب بعينه، حكى الأصمعي عن معمر بن سليمان قال: لقيت أعرابيا ومعه عنب فقلت:
ما معك؟ فقال: خمر.
قوله: * (وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجا) * [78 / 14] أي السحائب التي حان لها أن تمطر. وعن ابن عباس هي الرياح، فيكون من بمعنى الباء، أي أنزلنا بالمعصرات.
قوله: * (والعصر إن الانسان لفي خسر) * [103 / 1] قال الشيخ أبو علي:
أصل العصر عصر الثوب ونحوه وهو فتله لاخراج مائه، ومنه عصر الدهر فإنه الوقت الذي يمكن فيه فتل الأمور كما يفتل الثوب والعصر: العشي. والعصران:
الغداة والعشي. والعصران: الليل والنهار وأراد بالإنسان الجمع دون المفرد بدلالة الاستثناء، أقسم الله تعالى بالدهر لان فيه عبرة لاولى الابصار من جهة مرور الليل والنهار على تقدير الأدوار، وقيل هو وقت العشي، وقيل أقسم بصلاة العصر وهي الصلاة الوسطى، وقيل هو الليل والنهار، ويقال لهما العصران، و * (إن الانسان لفي خسر) * أي لفي نقصان لأنه ينقص عمره كل يوم وهو رأس ماله، فإذا ذهب رأس ماله ولم يكتسب به الطاعة يكون على نقصان طول دهره وخسران، إذ لا خسران أعظم من استحقاق العقاب الدائم، وقيل * (لفي خسر) * أي لفي هلكة عن الأخفش (1).
قوله: * (فيه يغاث الناس وفيه يعصرون) * [12 / 49] قيل يعصرون العنب والزيتون، وقيل يحلبون الضروع.
وفي الحديث (حافظ على العصرين) يريد صلاة الفجر وصلاة العصر، سماهما العصرين لأنهما يقعان في طرفي العصرين وهما الليل والنهار. قيل والأشبه أنه من باب التغليب.
والعصر: الدهر، وفيه لغتان أخريان عصر وعصر مثل عسر وعسر، وجمع العصر عصور.
والعصر من العنب، يقال عصرت العنب عصرا من باب ضرب: إستخرجت

(1) مجمع البيان ج 5 ص 535 - 536.
(١٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب ض 3
2 باب ط 35
3 باب ظ 87
4 باب ع 105
5 باب غ 290
6 باب ف 351
7 باب ق 445