مجمع البحرين - الشيخ الطريحي - ج ١ - الصفحة ٦٥٢
خفنا أن يغشي الوالدين المؤمنين (طغيانا وكفرا) فيعقهما بعقوقه وسوء صنعته، ويلحق بهما بلاء، أو يعذبهما على الطغيان والكفران.
قوله تعالى، (وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا) [4 / 9] قيل: هم الذين يجلسون عند المريض يقولون: إن أولادك لا يغنون عنك من الله شيئا، فقدم مالك في سبيل الله، فيفعل المريض بقولهم، فيبقى أولاده ضائعين كلا على الناس، فأمر هؤلاء بأن يخافوا الله في هذا القول. قوله تعالى:
(فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا) أي موافقا بأن لا يشيروا بزائد على الثلث.
وفي حديث الصادق (ع): " إن آكل مال اليتيم ظلما يستدركه وبال ذلك في عقبه من بعده " فقال: " ذلك أما في الدنيا فإن الله قال: (وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم) وأما في الآخرة فإن الله يقول:
(الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا) " (1).
قوله تعالى: (إنما يخشى الله من عباده العلماء) [35 / 28] قال الشيخ أبو على (ره): المعنى: إن الذين يخشون الله من بين عباده هم العلماء دون غيرهم، إذ عرفوه حق معرفته وعلموه حق علمه، قال: وعن الصادق (ع): " يعني بالعلماء من صدق قوله فعله، ومن لم يصدق قوله فعله فليس بعالم " - انتهى (2).
وفى المغني: جزم النحويون بأن " ما " في هذه الآية كافة، ولا يمتنع أن تكون بمعنى الذي، و " العلماء " خبر، والعائد مستتر في يخشى - انتهى.
وذلك مؤكد لما ذكره الشيخ (ره).
وفى كلام بعض الأفاضل: قرئ

(٦٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 647 648 649 650 651 652 653 654 655 656 657 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب الف 21
2 باب ب 145
3 باب ت 278
4 باب ث 305
5 باب ج 337
6 باب ح 438
7 باب خ 614