القاموس المحيط - الفيروز آبادي - ج ١ - الصفحة ١٨
لا زلت من شكري في حله * لابسها ذو سلب فاخر يقول من تقرع أسماعه * (كم ترك الأول للآخر وهذا الشطر الأخير جار في الأمثال المتداولة والمشهورة حتى قال الجاحظ ما علم الناس سوى قولهم * كم ترك الأول للآخر ثم إن قوله ولم أذكر ذلك الخ ثبت في نسخة المؤلف كما صرح به المحب ابن الشحنة وأثبته البدر القرافي أيضا وشرح عليه المناوي وابن عبد الرحيم وغير واحد وسقط من كثير من النسخ اه مرتضى وهو كلام شيخه فكان عليه عزوه إليه ليبرأ من الرد عليه بما قاله قبل في شأن شرح المناوي انه سمع به ولم تصل يده إليه قال وكم وجهت رائد الطلب إليه ولم أوقف إلى الآن عليه (وأنت أيها اليلمع) كأنه مضارع من لمع البرق زيدت عليه أل ومعناه الذي يلمع ويتوقد ذكاء ويتفطن للأمور فلا يخطئ منها والمعروف فيه اليلمعين بالياء المشددة الدالة على المبالغة كالألمعي بالهمزة واما اليلمع فهو البرق الخلب وبمعنى الكذاب وكلاهما غير مناسب (العروف) كصبور مبالغة في العارف أي ذو المعرفة التامة (المعمع) هو الصبر على الأمور ومزاولته وهو على تقدير مضاف أي ذو المعمع (اليفوف) كيعفور الحديد القلب ويطلق على الجبان أيضا وليس بمراد هنا (إذا تأملت) أي أمعنت فيه الفكر وتدبرته حق التدبير (صنيعي هذا) مصدر كالصنع بالضم بمعنى المصنوع أي الذي صنعته وهو الكتاب المسمى بالقاموس (وجدته) أي الصنيع (مشتملا) أي منضما (على فرائد) جمع فريدة وهى الجوهرة النفيسة أو الشذرة من الذهب والقطعة التي تفصل بين الجواهر في القلائد كما سيأتي (أثيرة) أي جليلة لها أثرة وخصوصية تمتاز بها أو أن هذه الفرائد متلقاة من قرن بعد قرن (وفوائد) جمع فائدة وهى ما استفدته من علم أو مال (كثيرة) وفى الفقرة كأختها السابقة حسن ترصيع والالتزام (من حسن الاختصار) وهو حذف الفضول وازالتها والاتيان بالكلام مستوفى المعاني والاغراض (وتقريب العبارة) 3 أي ادنائها وترسيلها إلى الافهام بحسن البيان (وتهذيب الكلام) أي تنقيحه واصلاحه وإزالة زوائده (وايراد المعاني الكثيرة في الألفاظ اليسيرة) أي القليلة (ومن أحسن ما اختص به) وتميز عن غيره وانفرد (هذا الكتاب) أي القاموس (تخليص الواو من الياء) الحرفان المفردان أي تميزها منها (وذلك) أي التخليص (قسم) أي نوع من التصرفات الصرفية واللغوية (يسم) من وسم إذا جعل له سمة وهى العلامة (المصنفين) هم أئمة الفن الكبار (بالعي) وهو بالفتح العجز والتعب وعدم اطاقته ويستعمل بمعنى عدم الاهتداء لوجه المراد وبالكسر الحصر والعجز في النطق خاصة (والاعياء) الكلال مصدر أعياء رباعيا إذا تعب قال شيخنا وبعضهم يقول العى من الثلاثي العجز المعنوي والاعياء الرباعي العجز الجسماني والمعنى ان هذا النوع في التصرف اللغوي والصرفي مما يوجب للهمرة في الفن العجز وعدم القدرة حسا ومعنى لما فيه من الصعوبة البالغة والتوقف على الإحاطة التامة والاستقراء التام بل يتوقف ادراكها على اطلاع عظيم وعلم صحيح (ومنها) أي من محاسن كتابه الدالة على حسن اختصاره (انى لا أذكر ما جاء من جمع فاعل) الذي هو اسم فاعل (المعتل العين) الذي عينه حرف علة ياء أو واو (على فعلة) محركة في حال من الأحوال (الا أن يصح) أي يعامل (موضع العين منه) أي من الجمع معاملة الصحيح بحيث يتحرك ولا يعل (كجولة) بالجيم من جال جولانا (وخولة) جمع خائل وهو المستكبر فإنهما لما حركت العين منهما ألحقا بالصحيح وإن كانت في الأصل معتلة فإنها تعل أي لم يدخلها اعلال وعبارة المناوي (ومنها) أي مما اختص به القاموس وبالحقيقة ليس خاصا فقد ذكره في المحكم وتبجح به وتبعه غيره (انى الا أذكر ما جاء من جمع فاعل المعتل العين على فعلة الا ان يصح موضع العين منه كجولة وخولة) فيه
(١٨)
مفاتيح البحث: الوقوف (1)، الصبر (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 ... » »»