مختصر المعاني - سعد الدين التفتازاني - الصفحة ٢٢٠
على القدرة من البطش والضرب والقطع والاخذ وغير ذلك.
(والرواية) التي هي في الأصل اسم للبعير الذي يحمل المزادة إذا استعملت (في المزادة) أي المزود الذي يجعل فيه الزاد أي الطعام المتخذ للسفر والعلاقة كون البعير حاملا لها وهي بمنزلة العلة المادية، ولما أشار بالمثال إلى بعض أنواع العلاقة اخذ في التصريح بالبعض الآخر من أنواع العلاقات فقال.
(ومنه) أي من المرسل (تسمية الشئ باسم جزئه) في هذه العبارة نوع من التسامح أي عند اطلاقه على نفس ذلك الشئ لا نفس التسمية مجازا، (كالعين) وهي الجارحة المخصوصة (في الربيئة) وهي الشخص الرقيب والعين جزء منه.
ويجب ان يكون الجزء الذي يطلق على الكل مما يكون له من بين الاجزاء مزيد اختصاص بالمعنى الذي قصد بالكل مثلا لا يجوز اطلاق اليد أو الإصبع على الربيئة (وعكسه) أي ومنه عكس المذكور يعنى تسمية الشئ باسم كله (كالأصابع) المستعملة (في الأنامل) التي هي اجزاء من الأصابع في قوله تعالى " يجعلون أصابعهم في آذانهم، (وتسميته) أي ومنه تسمية الشئ (باسم سببه نحو رعينا الغيث) أي النبات الذي سببه الغيث (أو) تسمية الشئ باسم (مسببه نحو أمطرت السماء نباتا) أي غيثا لكون النبات مسببا عنه، وأورد في الايضاح في أمثلة تسمية السبب باسم المسبب في قولهم فلان اكل الدم أي الدية المسببة عن الدم وهو سهو.
بل هو من تسمية المسبب باسم السبب (أو ما كان عليه) أي تسمية الشئ باسم الشئ الذي كان هو عليه في الزمان الماضي لكنه ليس عليه الآن (نحو قوله تعالى وآتوا اليتامى أموالهم،) أي الذين كانوا يتامى قبل ذلك إذ لا يتم بعد البلوغ أو تسمية الشئ باسم (ما يؤل) ذلك الشئ (إليه) في الزمان المستقبل (نحو انى أراني أعصر خمرا) أي عصيرا يؤل إلى الخمر (أو) تسمية الشئ باسم (محله نحو فليدع ناديه) أي أهل ناديه الحال فيه.
والنادي المجلس (أو) تسمية الشئ باسم (حاله) أي باسم ما يحل في ذلك الشئ (نحو واما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله أي في الجنة) التي تحل
(٢٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 ... » »»