مختصر المعاني - سعد الدين التفتازاني - الصفحة ١٦٧
منهم مصاحبا للبازي الذي هو أبكر الطيور مشتملا على شئ من ظلمة الليل غير منتظر لإسفار الصبح فقوله على سواد حال ترك فيها الواو.
ثم قال الشيخ الوجه ان يكون الاسم في مثل هذا فاعلا بالظرف لاعتماده على ذي الحال لا مبتدأ وينبغي ان يقدر ههنا خصوصا ان الظرف في تقدير اسم الفاعل دون الفعل اللهم ان لا يقدر فعل ماض هذا كلامه وفيه بحث والظاهر أن مثل على كتفه سيف يحتمل ان يكون في تقدير المفرد وأن يكون جملة اسمية قدم خبرها وأن يكون فعلية مقدرة بالماضي أو المضارع فعل التقديرين يمتنع الواو وعلى التقديرين لا تجب الواو فمن اجل هذا كثر تركها، وقال الشيخ أيضا (ويحسن الترك) أي ترك الواو في الجملة الاسمية (تارة لدخول حرف على المبتدأ) يحصل بذلك الحرف نوع من الارتباط (كقوله:
فقلت عسى ان تبصريني كأنما * بنى حوالي الأسود الحوارد ") من حرد إذا غضب فقوله بنى الأسود جملة اسمية وقعت حالا من مفعول تبصريني ولولا دخول كأنما عليها لم يحسن الكلام الا بالواو وقوله حوالي أي في أكنافي وجوانبي حال من بنى لما في حرف التشبيه من معنى الفعل (و) يحسن الترك تارة أخرى (لوقوع الجملة الاسمية) الواقعة حالا (بعقب مفرد) حال (كقوله:
" الله يبقيك لنا سالما * بر داك تبجيل وتعظيم ") فقوله برداك تبجيل حال ولو لم يتقدمها قوله سالما لم يحسن فيها ترك الواو.
(١٦٧)
مفاتيح البحث: الظلم (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 162 163 164 165 166 167 169 170 171 172 173 ... » »»