مختصر المعاني - سعد الدين التفتازاني - الصفحة ١٦٥
دون الحصول اما الأول) أي دلالته على المقارنة (فلان لما للاستغراق) أي لامتداد النفي؟؟ حين الانتفاء إلى زمان التكلم (وغيرها) أي غير لما مثل لما وما (لانتفاء متقدم) على زمان التكلم (ان الأصل استمراره) أي استمرار ذلك الانتفاء لما سيجئ حتى تظهر قرينة على الانقطاع كما في قولنا لم يضرب زيد أمس لكنه ضرب اليوم (فيحصل به) أي باستمرار النفي أو بان الأصل فيه الاستمرار (الدلالة عليها) أي على المقارنة (عند الاطلاق) وترك التقييد بما يدل على انقطاع ذلك الانتفاء (بخلاف المثبت فان وضع الفعل على إفادة التجدد) من غير أن يكون الأصل استمراره.
فإذا قلت ضرب مثلا كفى في صدقه وقوع الضرب في جزء من اجزاء الزمان الماضي.
وإذا قلت ما ضرب أفاد استغراق النفي لجميع اجزاء الزمان الماضي لكن لا قطعيا بخلاف لما وذلك لانهم قصدوا ان يكون الاثبات والنفي في طرفي النقيض.
ولا يخفى ان الاثبات في الجملة انما ينافيه النفي دائما.
(وتحقيقه) أي تحقيق هذا الكلام (ان استمرار العدم لا يفتقر إلى سبب بخلاف استمرار الوجود) يعنى ان بقاء الحادث وهو استمرار وجوده يحتاج إلى سبب موجود لأنه وجود عقيب وجود ولابد للوجود الحادث من السبب بخلاف استمرار العدم فإنه عدم فلا يحتاج إلى وجود سبب بل يكفيه مجرد انتفاء سبب الوجود والأصل في الحوادث العدم حتى توجد عللها.
وبالجملة لما كان الأصل في المنفى الاستمرار حصلت من الاطلاق الدلالة على المقارنة.
(واما الثاني) أي عدم دلالته على الحصول (فلكونه منفيا) هذا إذا كانت الجملة فعلية (وان كانت اسمية فالمشهور جواز تركها) أي الواو (لعكس ما مر في الماضي المثبت) أي لدلالة الاسمية على المقارنة لكونها مستمرة لا على حصول صفة
(١٦٥)
مفاتيح البحث: الضرب (3)، السب (1)، الجواز (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 160 161 162 163 164 165 166 167 169 170 171 ... » »»