لسان العرب - ابن منظور - ج ١٥ - الصفحة ٣٨٩
ورية مثل وعت تعي وعيا وعية، ووديته أديه وديا ودية، قال: وأوريت النار أوريها إيراء فورت تري ووريت تري، ويقال: وريت تورى، وقال الطرماح يصف أرضا جدبة لا نبات فيها:
كظهر اللأى لو تبتغي رية بها، لعيت وشقت في بطون الشواجن أي هذه الصحراء كظهر بقرة وحشية ليس فيها أكمة ولا وهدة، وقال ابن بزرج: ما تثقب به النار، قال أبو منصور: جعلها ثقوبا من خثى أو روث أو ضرمة أو حشيشة يابسة، التهذيب: وأما قول لبيد: تسلب الكانس لم يور بها شعبة الساق، إذا الظل عقل روي: لم يور بها ولم يورأ بها ولم يوأر بها، فمن رواه لم يور بها فمعناه لم يشعر بها، وكذلك لم يورأ بها، قال: وريته وأورأته إذا أعلمته، وأصله من ورى الزند إذا ظهرت نارها كأن ناقته لم تضئ للظبي الكانس ولم تبن له فيشعر بها لسرعتها حتى انتهت إلى كناسه فند مند منها جافلا، قال: وأنشدني بعضهم: دعاني فلم أورأ به فأجبته، فمد بثدي بيننا غير أقطعا أي دعاني ولم أشعر به، ومن رواه ولم يوأر بها فهي من أوار الشمس، وهو شدة حرها، فقلبه وهو من التنفير.
والتوراة عند أبي العباس تفعلة، وعند الفارسي فوعلة، قال:
لقلة تفعلة في الأسماء وكثرة فوعلة. ووريت الشئ وواريته:
أخفيته. وتوارى هو: استتر.
الفراء في كتابه في المصادر: التوراة من الفعل التفعلة، كأنها أخذت من أوريت الزناد ووريتها، فتكون تفعلة في لغة طئ لأنهم يقولون في التوصية توصاة وللجارية جاراة وللناصية ناصاة، وقال أبو إسحق في التوراة: قال البصريون توراة أصلها فوعلة، وفوعلة كثير في الكلام مثل الحوصلة والدوخلة، وكل ما قلت فيه فوعلت فمصدره فوعلة، فالأصل عندهم ووراة، ولكن الواو الأولى قلبت تاء كما قلبت في تولج وإنما هو فوعل من ولجت، ومثله كثير.
واستوريت فلانا رأيا أي طلبت إليه أن ينظر في أمري فيستخرج رأيا أمضي عليه.
ووريت الخبر: جعلته ورائي وسترته، عن كراع، وليس من لفظ وراء لأن لام وراء همزة. وفي الحديث: أن النبي، صلى الله عليه وسلم، كان إذا أراد سفرا ورى بغيره أي ستره وكنى عنه وأوهم أنه يريد غيره، وأصله من الوراء أي ألقى البيان وراء ظهره. ويقال:
واريته ووريته بمعنى واحد. وفي التنزيل العزيز: ما وري عنهما، أي ستر على فوعل، وقرئ: وري عنهما، بمعناه. ووريت الخبر أوريه تورية إذا سترته وأظهرت غيره، كأنه مأخوذ من وراء الإنسان لأنه إذا قال وريته فكأنه يجعله وراءه حيث لا يظهر. والوري:
الضيف. وفلان وري فلا أي جاره الذي تواريه بيوته وتستره، قال الأعشى:
وتشد عقد ورينا عقد الحبجر على الغفاره قال: سمي وريا لأن بيته يواريه. ووريت عنه: أردته وأظهرت غيره، وأريت لغة، وهو مذكور في
(٣٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 384 385 386 387 388 389 390 391 392 393 394 ... » »»
الفهرست