لسان العرب - ابن منظور - ج ١٥ - الصفحة ١٣٠
وبعده:
ساجي العيون غضيض الطرف تحسبه يوما، إذا ما مشى، في لينه أود اللحياني: غطاه الشباب يغطيه غطيا وغطيا وغطاه كلاهما ألبسه، وغطاه الليل وغطاه: ألبسه ظلمته، عنه أيضا.
وغطت الشجرة وأغطت: طالت أغصانها وانبسطت على الأرض فألبست ما حولها، وقوله أنشده ابن قتيبة:
ومن تعاجيب خلق الله غاطية، يعصر منها ملاحي وغربيب إنما عنى به الدالية، وذلك لسموها وبسوقها وانتشارها وإلباسها. المفضل: يقال للكرمة الكثيرة النوامي غاطية. والنوامي:
الأغصان، واحدتها نامية. وغطى الشئ يغطيه غطيا وغطى عليه وأغطاه وغطاه: ستره وعلاه، قال:
أنا ابن كلاب وابن أوس، فمن يكن قناعه مغطيا فإني مجتلى وفي التهذيب: فإني لمجتلى. وفلان مغطي القناع إذا كان خامل الذكر، وقال حسان:
رب حلم أضاعه عدم الما ل، وجهل غطى عليه النعيم قال أبو عبد الله بن الأعرابي: حكي أن حسان بن ثابت صاح قبل النبوة فقال: يا بني قيلة، يا بني قيلة قال: فجاءه الأنصار يهر عون إليه قالوا: ما دهاك؟ قال لهم: قلت الساعة بيتا خشيت أن أموت فيدعيه غيري قالوا: هاته، فأنشدهم هذا البيت: رب حلم أضاعه عدم المال والغطاء: ما غطي به. وفي الحديث: أنه نهى أن يغطي الرجل فاه في الصلاة. ابن الأثير: من عادة العرب التلثم بالعمائم على الأفواه فنهوا عن ذلك في الصلاة، فإن عرض له التثاؤب جاز له أن يغطيه بثوبه أو يده لحديث ورد فيه. وقالوا: اللهم أغط على قلبه أي غش قلبه. وفعل به ما غطاه أي ما ساءه. وماء غاط:
كثير، وقد غطى يغطي، قال الشاعر:
يمر كمزبد الأعراف غاط ابن سيده: وغطا الشئ غطوا وغطاه تغطية وأغطاه واراه وستره. قال: وهذه الكلمة واوية وبائية، والجمع الأغطية، وقد تغطي. والغطاء: ما تغطي به أو غطى به غيره. والغطاية: ما تغطت به المرأة من حشو الثياب تحت ثيابها كالغلالة ونحوها، قلبت الواو فيها ياء طلب الخفة مع قرب الكسرة.
وغطا الليل يغطو ويغطي غطوا وغطوا إذا غسا وأظلم، وقيل: ارتفع وغشى كل شئ وألبسه، وغطا الماء. وكل شئ ارتفع وطال على شئ فقد غطا عليه، قال ساعدة بن جؤية:
كذوائب الحفاء الرطيب غطا به عبل، ومد بجانبيه الطحلب غطا به: ارتفع. وليل غاط: مظلم، قال العجاج:
حتى تلا أعجاز ليل غاط ويقال: غطا عليهم البلاء. وأغطى الكرم: جرى الماء فيه وزاد، وكل ذلك مذكور في الواو والياء، * غفا: الأزهري: غفا الرجل وغيره غفوة إذا نام نومة خفيفة. وفي الحديث: فغفوت غفوة أي نمت نومة خفيفة. قال: وكلام العرب أغفى. وقلما
(١٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 ... » »»
الفهرست