لسان العرب - ابن منظور - ج ١٤ - الصفحة ٤٣٩
الله، فهو شقي بين الشقوة، بالكسر، وفتحه لغة. وفي الحديث: الشقي من شقي في بطن أمه، وقد تكرر ذكر الشقي والشقاء والأشقياء في الحديث، وهو ضد السعيد والسعداء والسعادة، والمعنى أن من قدر الله عليه في أصل خلقته أن يكون شقيا فهو الشقي على الحقيقة، لا من عرض له الشقاء بعد ذلك، وهو إشارة إلى شقاء الآخرة لا الدنيا. وشاقيت فلانا مشاقاة إذا عاشرته وعاشرك.
والشقاء: الشدة والعسرة. وشاقيته أي صابرته، وقال الراجز: إذ يشاقي الصابرات لم يرث، يكاد من ضعف القوى لا ينبعث يعني جملا يصابر الجمال مشيا. ويقال: شاقيت ذلك الأمر بمعنى عانيته. والمشاقاة: المعالجة في الحرب وغيرها. والمشاقاة:
المعاناة: والممارسة. والشاقي: حيد من الجبل طويل لا يستطاع ارتقاؤه، والجمع شقيان. وشقا ناب البعير يشقى شقيا: طلع وظهر كشقأ.
* شكا: شكا الرجل أمره يشكو شكوا، على فعلا، وشكوى على فعلى، وشكاة وشكاوة وشكاية على حد القلب كعلاية، إلا أن ذلك علم فهو أقبل للتغيير، السيرافي: إنما قلبت واوه ياء لأن أكثر مصادر فعالة من المعتل إنما هو من قسم الياء نحو الجراية والولاية والوصاية، فحملت الشكاية عليه لقلة ذلك في الواو.
وتشكى واشتكى: كشكا. وتشاكى القوم: شكا بعضهم إلى بعض.
وشكوت فلانا أشكوه شكوى وشكاية وشكية وشكاة إذا أخبرت عنه بسوء فعله بك، فهو مشكو ومشكي والاسم الشكوى.
قال ابن بري: الشكاية والشكية إظهار ما يصفك به غيرك من المكروه، والاشتكاء إظهار ما بك من مكروه أو مرض ونحوه.
وأشكيت فلانا إذا فعلت به فعلا أحوجه إلى أن يشكوك، وأشكيته أيضا إذا أعتبته من شكواه ونزعت عن شكاته وأزلته عما يشكوه، وهو من الأضداد. وفي الحديث: شكونا إلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، حر الرمضاء فلم يشكنا أي شكوا إليه حر الشمس وما يصيب أقدامهم منه إذا خرجوا إلى صلاة الظهر، وسألوه تأخيرها قليلا فلم يشكهم أي لم يجبهم إلى ذلك ولم يزل شكواهم. ويقال: أشكيت الرجل إذا أزلت شكواه وإذا حملته على الشكوى، قال ابن الأثير: وهذا الحديث يذكر في مواقيت الصلاة لأجل قول أبي إسحق أحد رواته: قيل له في تعجيلها فقال نعم، والفقهاء يذكرونه في السجود، فإنهم كانوا يضعون أطراف ثيابهم تحت جباههم في السجود من شدة الحر، فنهوا عن ذلك، وأنهم لما شكوا إليه ما يجدونه من ذلك لم يفسح لهم أن يسجدوا على طرف ثيابهم. واشتكيته: مثل شكوته. وفي حديث ضبة ابن محصن قال: شاكيت أبا موسى في بعض ما يشاكي الرجل أميره، هو فاعلت من الشكوى، وهو أن تخبر عن مكروه أصابك. والشكو والشكوى والشكاة والشكاء كله:
المرض. قال أبو المجيب لابن عمه: ما شكاتك يا ابن حكيم؟ قال له:
انتهاء المدة وانقضاء العدة. الليث: الشكو الاشتكاء، تقول:
شكا يشكو شكاة، يستعمل في الموجدة والمرض. ويقال: هو شاك مريض. الليث: الشكو المرض نفسه، وأنشد:
(٤٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 434 435 436 437 438 439 440 441 442 443 444 ... » »»
الفهرست