لسان العرب - ابن منظور - ج ١٤ - الصفحة ٣٩٨
كل شئ وكل بيت. والسماوات السبع سماء، والسماوات السبع: أطباق الأرضين، وتجمع سما وسموات. وقال الزجاج: السماء في اللغة يقال لكل ما ارتفع وعلا قد سما يسمو. وكل سقف فهو سماء، ومن هذا قيل للسحاب السماء لأنها عالية، والسماء: كل ما علاك فأظلك، ومنه قيل لسقف البيت سماء. والسماء التي تظل الأرض أنثى عند العرب لأنها جمع سماءة، وسبق الجمع الوحدان فيها. والسماءة: أصلها سماوة، وإذا ذكرت السماء عنوا به السقف. ومنه قول الله تعالى: السماء منفطر به، ولم يقل منفطرة. الجوهري: السماء تذكر وتؤنث أيضا، وأنشد ابن بري في التذكير:
فلو رفع السماء إليه قوما، لحقنا بالسماء مع السحاب وقال آخر:
وقالت سماء البيت فوقك مخلق، ولما تيسر اجتلاء الركائب (* عجز البيت مختل الوزن).
والجمع أسمية وسمي وسموات وسماء، وقول أمية بن أبي الصلت:
له ما رأت عين البصير، وفوقه سماء الإله فوق سبع سمائيا (* قوله سبع سمائيا قال الصاغاني، الرواية: فوق ست سمائيا والسابعة هي التي فوق الست).
قال الجوهري: جمعه على فعائل كما تجمع سحابة على سحائب، ثم رده إلى الأصل ولم ينون كما ينون جوار، ثم نصب الياء الأخيرة لأنه جعله بمنزلة الصحيح الذي لا ينصرف كما تقول مررت بصحائف، وقد بسط ابن سيده القول في ذلك وقال: قال أبو علي جاء هذا خارجا عن الأصل الذي عليه الاستعمال من ثلاثة أوجه: أحدها أن يكون جمع سماء على فعائل، حيث كان واحدا مؤنثا فكأن الشاعر شبهه بشمال وشمائل وعجوز وعجائز ونحو هذه الآحاد المؤنثة التي كسرت على فعائل، حيث كان واحدا مؤنثا، والجمع المستعمل فيه فعول دون فعائل كما قالوا عناق وعنوق، فجمعه على فعول إذا كان على مثال عناق في التأنيث هو المستعمل، فجاء به هذا الشعر في سمائيا على غير المستعمل، والآخر أنه قال سمائي، وكان القياس الذي غلب عليه الاستعمال سمايا فجاء به هذا الشاعر لما اضطر على القياس المتروك، فقال سمائي على وزن سحائب، فوقعت في الطرف ياء مكسور ما قبلها فلزم أن تقلب ألفا إذ قلبت فيما ليس فيه حرف اعتلال في هذا الجمع، وذلك قولهم مداري وحروف الاعتلال في سمائي أكثر منها في مداري، فإذا قلبت في مداري وجب أن تلزم هذا الضرب فيقال سماءا...
(* بياض بأصله). الهمزة بين ألفين وهي قريبة من الألف، فتجتمع حروف متشابهة يستثقل اجتماعهن كما كره اجتماع المثلين والمتقاربي المخارج فأدغما، فأبدل من الهمزة ياء فصار سمايا، وهذا الإبدال إنما يكون في الهمزة إذا كانت معترضة في الجمع مثل جمع سماء ومطية وركية، فكان جمع سماء إذا جمع مكسرا على فعائل أن يكون كما ذكرنا من نحو مطايا وركايا، لكن هذا القائل جعله بمنزلة ما لامه صحيح، وثبتت قبله في الجمع الهمزة فقال سماء كما قال جوار، فهذا وجه آخر من الإخراج عن الأصل المستعمل والرد إلى القياس المتروك الاستعمال، ثم حرك الياء بالفتح في موضع الجر كما تحرك من جوار وموال فصار مثل موالي، وقوله:
(٣٩٨)
مفاتيح البحث: الغلّ (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 393 394 395 396 397 398 399 400 401 402 403 ... » »»
الفهرست