ومعي، ومنه حديث الحضانة: فجاء رجلان يحتقان في ولد أي يختصمان ويطلب كل واحد منهما حقه، ومنه الحديث: من يحاقني في ولدي؟ وحديث وهب:
كان فيما كلم الله أيوب، عليه السلام: أتحاقني بخطئك، ومنه كتابه لحصين: إن له كذا وكذا لا يحاقه فيها أحد. وفي حديث أبي بكر، رضي الله عنه: أنه خرج في الهاجرة إلى المسجد فقيل له: ما أخرجك؟ قال: ما أخرجني إلا ما أجد من حاق الجوع أي صادقه وشدته، ويروى بالتخفيف من حاق به يحيق حيقا وحاقا إذا أحدق به، يريد من اشتمال الجوع عليه، فهو مصدر أقامه مقام الاسم، وهو مع التشديد اسم فاعل من حق يحق. وفي حديث تأخير الصلاة: وتحتقونها إلى شرق الموتى أي تضيقون وقتها إلى ذلك الوقت. يقال: هو في حاق من كذا أي في ضيق، قال ابن الأثير: هكذا رواه بعض المتأخرين وشرحه، قال: والرواية المعروفة بالخاء المعجمة والنون، وسيأتي ذكره.
والحق: من أسماء الله عز وجل، وقيل من صفاته، قال ابن الأثير: هو الموجود حقيقة المتحقق وجوده وإلهيته. والحق: ضد الباطل. وفي التنزيل: ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق. وقوله تعالى: ولو اتبع الحق أهواءهم، قال ثعلب: الحق هنا الله عز وجل، وقال الزجاج: ويجوز أن يكون الحق هنا التنزيل أي لو كن القرآن بما يحبونه لفسدت السماوات والأرض.
وقوله تعالى: وجاءت سكرة الموت بالحق، معناه جاءت السكرة التي تدل الإنسان أنه ميت بالحق بالموت الذي خلق له. قال ابن سيده: وروي عن أبي بكر، رضي الله عنه: وجاءت سكرة الحق أي بالموت، والمعنى واحد، وقيل:
الحق هنا الله تعالى. وقول حق: وصف به، كما تقول قول باطل. وقال الليحاني: وقوله تعالى: ذلك عيسى بن مريم قول الحق، إنما هو على إضافة الشئ إلى نفسه، قال الأزهري: رفع الكسائي القول وجعل الحق هو الله، وقد نصب قول قوم من القراء يريدون ذلك عيسى ابن مريم قولا حقا، وقرأ من قرأ: فالحق والحق أقول برفع الحق الأول فمعناه أنا الحق. وقال الفراء في قوله تعالى: قال فالحق والحق أقول، قرأ القراء الأول بالرفع والنصب، روي الرفع عن عبد الله بن عباس، المعنى فالحق مني وأقول الحق، وقد نصبهما معا كثير من القراء، منهم من يجعل الأول على معنى الحق لأملأن، ونصب الثاني بوقوع الفعل عليه ليس فيه اختلاف، قال ابن سيده: ومن قرأ فالحق والحق أقول بنصب الحق الأول، فتقديره فأحق الحق حقا، وقال ثعلب: تقديره فأقول الحق حقا، ومن قرأ فالحق، أراد فبالحق وهي قليلة لأن حروف الجر لا تضمر. وأما قول الله عز وجل: هنالك الولاية لله الحق، فالنصب في الحق جائز يريد حقا أي أحق الحق وأحقه حقا، قال: وإن شئت خفضت الحق فجعلته صفة لله، وإن شئت رفعته فجعلته من صفة الولاية هنالك الولاية الحق لله. وفي الحديث: من رآني فقد رأى الحق أي رؤيا صادقة ليست من أضغاث الأحلام، وقيل: فقد رآني حقيقة غير مشبه. ومنه الحديث: أمينا حق أمين أي صدقا، وقيل: واجبا ثابتا له الأمانة، ومنه الحديث: أتدري ما حق العباد على الله أي ثوابهم الذي وعدهم به فهو واجب الإنجاز ثابت بوعده الحق، ومنه الحديث: الحق بعدي مع عمر.
ويحق عليك أن تفعل كذا: يجب، والكسر لغة، ويحق لك أن تفعل ويحق لك تفعل، قال: