لسان العرب - ابن منظور - ج ٩ - الصفحة ٩٣
فوه، وهو الذي يبقى بين الأسنان. وخلف فم الصائم خلوفا أي تغيرت رائحته. وروي عن النبي، صلى الله عليه وسلم: ولخلوف فم الصائم، وفي رواية: خلفة فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، الخلفة، بالكسر: تغير ريح الفم، قال: وأصلها في النبات أن ينبت الشئ بعد الشئ لأنها رائحة حديثة بعد الرائحة الأولى. وخلف فمه يخلف خلفة وخلوفا، قال أبو عبيد: الخلوف تغير طعم الفم لتأخر الطعام ومنه حديث علي، عليه السلام، حين سئل عن القبلة للصائم فقال:
وما أربك إلى خلوف فيها. ويقال: خلفت نفسه عن الطعام فهي تخلف خلوفا إذا أضربت عن الطعام من مرض. ويقال: خلف الرجل عن خلق أبيه يخلف خلوفا إذا تغير عنه. ويقال: أبيعك هذا العبد وأبرأ إليك من خلفته أي فساده، ورجل ذو خلفة، وقال ابن بزرج: خلفة العبد أن يكون أحمق معتوها. اللحياني: هذا رجل خلف إذا اعتزل أهله. وعبد خالف: قد اعتزل أهل بيته. وفلان خالف أهل بيته وخالفتهم أي أحمقهم أو لا خير فيه، وقد خلف يخلف خلافة وخلوفا.
والخالفة: الأحمق القليل العقل. ورجل أخلف وخلفف مخرج قعدد. وامرأة خالفة وخلفاء وخلففة وخلفف، بغير هاء: وهي الحمقاء. وخلف فلان أي فسد. وخلف فلان عن كل خير أي لم يفلح، فهو خالف وهي خالفة. وقال اللحياني: الخالفة العمود الذي يكون قدام البيت. وخلف بيته يخلفه خلفا: جعل له خالفة، وقيل:
الخالفة عمود من أعمدة الخباء. والخوالف: العمد التي في مؤخر البيت، واحدتها خالفة وخالف، وهي الخليف. اللحياني: تكون الخالفة آخر البيت. يقال: بيت ذو خالفتين. والخوالف: زوايا البيت، وهو من ذلك، واحدتها خالفة. أبو زيد: خالفة البيت تحت الأطناب في الكسر، وهي الخصاصة أيضا وهي الفرجة، وجمع الخالفة خوالف وهي الزوايا، وأنشد:
فأخفت حتى هتكوا الخوالفا وفي حديث عائشة، رضي الله عنها، في بناء الكعبة: قال لها لولا حدثان قومك بالكفر بنيتها على أساس إبراهيم وجعلت لها خلفين، فإن قريشا استقصرت من بنائها، الخلف: الظهر، كأنه أراد أن يجعل لها بابين، والجهة التي تقابل الباب من البيت ظهره، فإذا كان لها بابان فقد صار لها ظهران، ويروى بكسر الخاء، أي زيادتين كالثديين، والأول الوجه. أبو مالك: الخالفة الشقة المؤخرة التي تكون تحت الكفاء تحتها طرفها مما يلي الأرض من كلا الشقين.
والإخلاف: أن يحول الحقب فيجعل مما يلي خصيي البعير لئلا يصيب ثيله فيحتبس بوله، وقد أخلفه وأخلف عنه. وقال اللحياني: إنما يقال أخلف الحقب أي نحه عن الثيل وحاذ به الحقب لأنه يقال حقب بول الجمل أي احتبس، يعني أن الحقب وقع على مباله، ولا يقال ذلك في الناقة لأن بولها من حيائها، ولا يبلغ الحقب الحياء. وبعير مخلوف: قد شق عن ثيله من خلفه إذا حقب. والإخلاف: أن يصير الحقب وراء الثيل لئلا يقطعه. يقال: أخلف عن بعيرك فيصير الحقب وراء الثيل. والأخلف من الإبل: المشقوق الثيل الذي لا يستقر وجعا.
(٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 ... » »»
الفهرست