لسان العرب - ابن منظور - ج ٩ - الصفحة ٨٤
بين الخلافة والخليفى. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: لولا الخليفى لأذنت، وفي رواية: لو أطقت الأذان مع الخليفى، بالكسر والتشديد والقصر، الخلافة، وهو وأمثاله من الأبنية كالرميا والدليلى مصدر يدل على معنى الكثرة، يريد به كثرة اجتهاده في ضبط أمور الخلافة وتصريف أعنتها. ابن سيده: قال الزجاج جاز أن يقال للأئمة خلفاء الله في أرضه بقوله عز وجل: يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض. وقال غيره: الخليفة السلطان الأعظم. وقد يؤنث، وأنشد الفراء:
أبوك خليفة ولدته أخرى، وأنت خليفة، ذاك الكمال قال: ولدته أخرى لتأنيث اسم الخليفة والوجه أن يكون ولده آخر، وقال الفراء في قوله تعالى: هو الذي جعلكم خلائف في الأرض، قال: جعل أمة محمد خلائف كل الأمم، قال: وقيل خلائف في الأرض يخلف بعضكم بعضا، ابن السكيت: فإنه وقع للرجال خاصة، والأجود أن يحمل على معناه فإنه ربما يقع للرجال، وإن كانت فيه الهاء، ألا ترى أنهم قد جمعوه خلفاء؟ قالوا ثلاثة خلفاء لا غير، وقد جمع خلائف، فمن قال خلائف قال ثلاث خلائف وثلاثة خلائف، فمرة يذهب به إلى المعنى ومرة يذهب به إلى اللفظ، قال: وقالوا خلفاء من أجل أنه لا يقع إلا على مذكر وفيه الهاء، جمعوه على إسقاط الهاء فصار مثل ظريف وظرفاء لأن فعيلة بالهاء لا تجمع على فعلاء.
ومخلاف البلد: سلطانه. ابن سيده: والمخلاف الكورة يقدم عليها الإنسان، وهو عند أهل اليمن واحد المخاليف، وهي كورها، ولكل مخلاف منها اسم يعرف به، وهي كالرستاق، قال ابن بري:
المخاليف لأهل اليمن كالأجناد لأهل الشام، والكور لأهل العراق، والرساتيق لأهل الجبال، والطساسيج لأهل الأهواز.
والخلف: ما استخلفته من شئ. تقول: أعطاك الله خلفا مما ذهب لك، ولا يقال خلفا، وأنت خلف سوء من أبيك. وخلفه يخلفه خلفا: صار مكانه. والخلف: الولد الصالح يبقى بعد الإنسان، والخلف والخالفة: الطالح، وقال الزجاج: وقد يسمى خلفا، بفتح اللام، في الطلاح، وخلفا، بسكانها، في الصلاح، والأول أعرف.
يقال: إنه لخالف بين الخلافة، قال ابن سيده: وأرى اللحياني حكى الكسر. وفي هؤلاء القوم خلف ممن مضى أي يقومون مقامهم. وفي فلان خلف من فلان إذا كان صالحا أو طالحا فهو خلف. ويقال: بئس الخلف هم أي بئس البدل. والخلف: القرن يأتي بعد القرن، وقد خلفوا بعدهم يخلفون. وفي التنزيل العزيز: فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة، بدلا من ذلك لأنهم إذا أضاعوا الصلاة فهم خلف سوء لا محالة، ولا يكون الخلف إلا من الأخيار، قرنا كان أو ولدا، ولا يكون الخلف إلا من الأشرار. وقال الفراء: فخلف من بعدهم خلف ورثوا الكتاب، قال: قرن. ابن شميل: الخلف يكون في الخير والشر، وكذلك الخلف، وقيل: الخلف الأردياء الأخساء.
يقال: هؤلاء خلف سوء لناس لاحقين بناس أكثر منهم، وهذا خلف سوء، قال لبيد:
ذهب الذين يعاش في أكنافهم، وبقيت في خلف كجلد الأجرب
(٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 ... » »»
الفهرست