لسان العرب - ابن منظور - ج ٨ - الصفحة ٢٩٢
وهذا كله مأخوذ من القلعة، وهي السحابة الضخمة، وكذلك قلعة الجبل والحجارة. والقلع: شراع السفينة، والجمع قلاع. وفي حديث علي، كرم الله وجهه: كأنه قلع داري، القلع، بالكسر: شراع السفينة، والداري: البحار والملاح، وقال الأعشى:
يكب الخلية ذات القلاع، وقد كاد جؤجؤها ينحطم وقد يكون القلاع واحدا، وفي التهذيب: الجمع القلع، قال ابن سيده:
وأرى أن كراعا حكى قلع السفينة على مثال قمع. وأقلع السفينة: عمل لها قلاعا أو كساها إياه، وقيل: المقلعة من السفن العظيمة تشبه بالقلع من الجبال، قال يصف السفن:
مواخر في سماء اليم مقلعة، إذا علوا ظهر موج ثمت انحدروا (* قوله سماء إلخ في شرح القاموس: سواء بدل سماء، وقف بدل موج.) قال الليث: شبهها بالقلعة أقلعت جعلت كأنها قلعة، قال الأزهري: أخطأ الليث التفسير ولم يصب، ومعنى السفن المقلعة التي مدت عليها القلاع، وهي الشراع والجلال التي تسوقها الريح بها، وقال ابن بري: ليس في قوله مقلعة ما يدل على السير من جهة اللفظ إنما يفهم ذلك من فحوى الكلام، لأنه قد أحاط العلم بأن السفينة متى رفع قلعها فإنها سائرة، فهذا شئ حصل من جهة المعنى لا من جهة أن اللفظ يقتضي ذلك، وكذلك إذا قلت أقلع أصحاب السفن وأنت تريد أنهم ساوا من موضع متوجهين إلى آخر، وإنما الأصل فيه أقلعوا سفنهم أي رفعوا قلاعها، وقد علم أنهم متى رفعوا قلاع سفنهم فإنهم سائرون من ذلك الموضع متوجهون إلى غيره، وإلا فليس يوجد في اللغة أنه يقال أقلع الرجل إذا سار، وإنما يقال أقلع عن الشئ إذا كف عنه. وفي حديث مجاهد في قوله تعالى: وله الجواري المنشآت في البحر كالأعلام، هو ما رفع قلعه، والجواري السفن والمراكب، وسفن مقلعات. قال ابن بري: يقال أقلعت السفينة إذا رفعت قلعها عند المسير، ولا يقال أقلعت السفينة لأن الفعل ليس لها وإنما هو لصاحبها. وقوس قلوع: تنفلت في النزع فتنقلب، أنشد ابن الأعرابي:
لا كزة السهم ولا قلوع، يدرج تحت عجسها اليربوع وفي التهذيب: القلوع القوس التي إذا نزع فيها انقلبت.
قال أبو سعيد: الأغراض التي ترمى أولها غرض المقالعة، وهو الذي يقرب من الأرض فلا يحتاج الرامي أن يمد به اليد مدا شديدا، ثم غرض الفقرة.
والإقلاع عن الأمر: الكف عنه. يقال: أقلع فلان عما كان عليه أي كف عنه. وفي حديث المزادتين: لقد أقلع عنها أي كف وترك. وأقلع الشئ: انجلى، وأقلع السحاب كذلك. وفي التنزيل: ويا سماء أقلعي، أي أمسكي عن المطر، وقال خالد بن زهير:
فأقصر، ولم تأخذك مني سحابة، ينفر شاء المقلعين خواتها
(٢٩٢)
مفاتيح البحث: السفينة (6)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 287 288 289 290 291 292 293 294 295 296 297 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف العين فصل الألف 3
2 فصل الباء 4
3 فصل التاء 27
4 فصل الثاء 39
5 فصل الجيم 40
6 فصل الحاء 62
7 فصل الخاء 62
8 فصل الدال المهملة 81
9 فصل الذال المعجمة 93
10 فصل الراء 99
11 فصل الزاي 140
12 فصل السين المهملة 145
13 فصل الشين المعجمة 171
14 فصل الصاد المهملة 192
15 فصل الضاد المعجمة 216
16 فصل الطاء المهملة 232
17 فصل الظاء المعجمة 243
18 فصل العين المهملة 245
19 فصل الفاء 245
20 فصل القاف 258
21 فصل الكاف 305
22 فصل اللام 317
23 فصل الميم 328
24 فصل النون 345
25 فصل الهاء 365
26 فصل الواو 379
27 فصل الياء 412
28 حرف الغين فصل الألف 417
29 فصل الباء الموحدة 417
30 فصل التاء المثناة 422
31 فصل التاء المثلثة 423
32 فصل الدال المهملة 424
33 فصل الذال المعجمة 425
34 فصل الراء المهملة 426
35 فصل الزاي 431
36 فصل السين المهملة 432
37 فصل الشين المعجمة 436
38 فصل الصاد المهملة 437
39 فصل الضاد المعجمة 443
40 فصل الطاء المهملة 443
41 فصل الظاء المعجمة 444
42 فصل الغين المعجمة 444
43 فصل الفاء 444
44 فصل اللام 448
45 فصل الميم 449
46 فصل النون 452
47 فصل الهاء 457
48 فصل الواو 458