لسان العرب - ابن منظور - ج ٤ - الصفحة ١٣١
والجر: الوهدة من الأرض. والجر أيضا: جحر الضبع والثعلب واليربوع والجرذ، وحكى كراع فيهما جميعا الجر، بالضم، قال:
والجر أيضا المسيل. والجرة: إناء من خزف كالفخار، وجمعها جر وجرار. وفي الحديث: أنه نهى عن شرب نبيذ الجر. قال ابن دريد:
المعروف عند العرب أنه ما اتخذ من الطين، وفي رواية: عن نبيذ الجرار، وقيل: أراد ما ينبذ في الجرار الضارية يدخل فيها الحناتم وغيرها، قال ابن الأثير: أراد النهي عن الجرار المدهونة لأنها أسرع في الشدة والتخمير. التهذيب: الجرآنية من خزف، الواحدة جرة، والجمع جر وجرار.
والجرارة: حرفة الجرار.
وقولهم: هلم جرا، معناه على هينتك. وقال المنذري في قولهم:
هلم جروا أي تعالوا على هينتكم كما يسهل عليكم من غير شدة ولا صعوبة، وأصل ذلك من الجر في السوق، وهو أن يترك الإبل والغنم ترعى في مسيرها، وأنشد:
لطالما جررتكن جرا، حتى نوى الأعجف واستمرا، فاليوم لا آلو الركاب شرا يقال: جرها على أفواهها أي سقها وهي ترتع وتصيب من الكلإ، وقوله: فارفع إذا ما لم تجد مجرا يقول: إذا لم تجد الإبل مرتعا. ويقال: كان عاما أول كذا وكذا فهلم جرا إلى اليوم أي امتد ذلك إلى اليوم، وقد جاءت في الحديث في غير موضع، ومعناها استدامة الأمر واتصاله، وأصله من الجر السحب، وانتصب جرا على المصدر أو الحال.
وجاء بجيش الأجرين أي الثقلين: الجن والإنس، عن ابن الأعرابي.
والجرجرة: الصوت. والجرجرة: تردد هدير الفحل، وهو صوت يردده البعير في حنجرته، وقد جرجر، قال الأغلب العجلي يصف فحلا:
وهو إذا جرجر بعد الهب، جرجر في حنجرة كالحب، وهامة كالمرجل المنكب وقوله أنشده ثعلب:
ثمت خله الممر الأسمرا، لو مس جنبي بازل لجرجرا قال: جرجر ضج وصاح. وفحل جراجر: كثير الجرجرة، وهو بعير جرجار، كما تقول: ثرثر الرجل، فهو ثرثار. وفي الحديث: الذي يشرب في الإناء الفضة والذهب إنما يجرجر في بطنه نار جهنم، أي يحدر فيه، فجعل الشرب والجرع جرجرة، وهو صوت وقوع الماء في الجوف، قال ابن الأثير: قال الزمخشري: يروى برفع النار والأكثر النصب.
قال: وهذا الكلام مجاز لأن نار جهنم على الحقيقة لا تجرجر في جوفه. والجرجرة: صوت البعير عند الضجر ولكنه جعل صوت جرع الإنسان للماء في هذه الأواني المخصوصة لوقوع النهي عنها واستحقاق العقاب على استعمالها، كجرجرة نار جهنم في بطنه من طريق المجاز، هذا وجه رفع النار ويكون قد ذكر يجرجر بالياء للفصل بينه وبين النار، وأما على النصب فالشارب هو الفاعل والنار مفعوله، وجرجر فلان الماء إذا جرعه جرعا متواترا له صوت، فالمعنى: كأنما يجرع نار جهنم، ومنه حديث الحسن: يأتي الحب
(١٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 ... » »»
الفهرست