لسان العرب - ابن منظور - ج ٤ - الصفحة ١٢٩
صاحبه، وقال الأزهري: هو فعول بمعنى مفعول ويجوز أن يكون بمعنى فاعل. أبو عبيد: الجرور من الخيل البطئ وربما كان من إعياء وربما كان من قطاف، وأنشد للعقيلي:
جرور الضحى من نهكة وسآم وجمعه جرر، وأنشد:
أخاديد جرتها السنابك، غادرت بها كل مشقوق القميص مجدل قيل للأصمعي: جرتها من الجريرة؟ قال: لا، ولكن من الجر في الأرض والتأثير فيها، كقوله:
مجر جيوش غانمين وخيب وفرس جرور: يمنع القياد.
والمجرة: السمنة الجامدة، وكذلك الكعب. والمجرة:
شرح السماء، يقال هي بابها وهي كهيئة القبة. وفي حديث ابن عباس:
المجرة باب السماء وهي البياض المعترض في السماء والنسران من جانبيها.
والمجر: المجرة. ومن أمثالهم: سطي مجر ترطب هجر، يريد توسطي يا مجرة كبد السماء فإن ذلك وقت إرطاب النخيل بهجر.
الجوهري: المجرة في السماء سميت بذلك لأنها كأثر المجرة.
وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: نصبت على باب حجرتي عباءة وعلى مجر بيتي سترا، المجر: هو الموضع المعترض في البيت الذي يوضع عليه أطراف العوارض وتسمى الجائزة. وأجررت لسان الفصيل أي شققته لئلا يرتضع، وقال امرؤ القيس يصف ثورا وكلبا:
فكر إليه بمبراته، كما خل ظهر اللسان المجر أي كر الثور على الكلب بمبراته أي بقرنه فشق بطن الكلب كما شق المجر لسان الفصيل لئلا يرتضع.
وجر يجر إذا جنى جناية. والجر: الجريرة، والجريرة:
الذنب والجنابة يجنيها الرجل. وقد جر على نفسه وغيره جريرة يجرها جرا أي جنى عليهم جناية: قال:
إذا جر مولانا علينا جريرة، صبرنا لها، إنا كرام دعائم وفي الحديث: قال يا محمد بم أخذتني؟ قال: بجريرة حلفائك، الجريرة: الجناية والذنب، وذلك أنه كان بين رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وبين ثقيف موادعة، فلما نقضوها ولم ينكر عليهم بنو عقيل وكانوا معهم في العهد صاروا مثلهم في نقض العهد فأخذه بجريرتهم، وقيل: معناه أخذت لتدفع بك جريرة حلفائك من ثقيف، ويدل عليه أنه فدي بعد بالرجلين اللذين أسرتهما ثقيف من المسلمين، ومنه حديث لقيط: ثم بايعه على أن لا يجر إلا نفسه أي لا يؤخذ بجريرة غيره من ولد أو والد أو عشيرة، وفي الحديث الآخر: لا تجار) أخاك ولا تشاره، أي لا تجن عليه وتلحق به جريرة، وقيل: معناه لا تماطله، من الجر وهو أن تلويه بحقه وتجره من محله إلى وقت آخر، ويروى بتخفيف الراء، من الجرى والمسابقة، أي لا تطاوله ولا تغالبه وفعلت ذلك من جريرتك ومن جراك ومن جرائك أي من أجلك، أنشد اللحياني:
أمن جرا بني أسد غضبتم؟
ولو شئتم لكان لكم جوار ومن جرائنا صرتم عبيدا لقوم، بعدما وطئ الخيار
(١٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 ... » »»
الفهرست