لسان العرب - ابن منظور - ج ٤ - الصفحة ١٧٨
وتقول (* قوله: وتقول إلخ حاصله أنه من باب ضرب وقعد وعلم كما في القاموس والمصباح وغيرهما، وقد انفرد المؤلف بواحدة وهي كسر العين في الماضي والمضارع): حر النهار وهو يحر حرا وقد حررت يا يوم تحر، وحررت تحر، بالكسر، وتحر، الأخيرة عن اللحياني، حرا وحرة وحرارة وحرورا أي اشتد حرك، وقد تكون الحرارة للاسم، وجمعها حينئذ حرارات، قال الشاعر:
بدمع ذي حرارات، على الخدين، ذي هيدب وقد تكون الحرارات هنا جمع حرارة الذي هو المصدر إلا أن الأول أقرب.
قال الجوهري: وأحر النهار لغة سمعها الكسائي. الكسائي: شئ حار يار جار وهو حران يران جران. وقال اللحياني: حررت يا رجل تحر حرة وحرارة، قال ابن سيده: أراه إنما يعني الحر لا الحرية. وقال الكسائي: حررت تحر من الحرية لا غير.
وقال ابن الأعرابي: حر يحر حرارا إذا عتق، وحر يحر حرية من حرية الأصل، وحر الرجل يحر حرة عطش، قال الجوهري: فهذه الثلاثة بكسر العين في الماضي وفتحها في المستقبل.
وفي حديث الحجاج: أنه باع معتقا في حراره، الحرار، بالفتح: مصدر من حر يحر إذا صار حرا، والاسم الحرية. وحر يحر إذا سخن ماء أو غيره. ابن سيده: وإني لأجد حرة وقرة لله أي حرا وقرا، والحرة والحرارة: العطش، وقيل: شدته. قال الجوهري: ومنه قولهم أشد العطش حرة على قرة إذا عطش في يوم بارد، ويقال: إنما كسروا الحرة لمكان القرة.
ورجل حران: عطشان من قوم حرار وحرارى وحرارى، الأخيرتان عن اللحياني، وامرأة حرى من نسوة حرار وحرارى: عطشى. وفي الحديث: في كل كبد حرى أجر، الحرى، فعلى، من الحر وهي تأنيث حران وهما للمبالغة يريد أنها لشدة حرها قد عطشت ويبست من العطش، قال ابن الأثير: والمعنى أن في سقي كل ذي كبد حرى أجرا، وقيل: أراد بالكبد الحرى حياة صاحبها لأنه إنما تكون كبده حرى إذا كان فيه حياة يعني في سقي كل ذي روح من الحيوان، ويشهد له ما جاء في الحديث الآخر: في كل كبد حارة أجر، والحديث الآخر: ما دخل جوفي ما يدخل جوف حران كبد، وما جاء في حديث ابن عباس: أنه نهى مضاربه أن يشتري بماله ذا كبد رطبة، وفي حديث آخر: في كل كبد حرى رطبة أجر، قال: وفي هذه الرواية ضعف، فأما معنى رطبة فقيل: إن الكبد إذا ظمئت ترطبت، وكذا إذا ألقيت على النار، وقيل: كنى بالرطوبة عن الحياة فإن الميت يابس الكبد، وقيل: وصفها بما يؤول أمرها إليه.
ابن سيده: حرت كبده وصدره وهي تحر حرة وحرارة وحرارا، قال:
وحر صدر الشيخ حتى صلا أي التهبت الحرارة في صدره حتى سمع لها صليل، واستحرت، كلاهما: يبست كبده من عطش أو حزن، ومصدره الحرر. وفي حديث عيينة بن حصن: حتى أذيق نساه من الحر مثل ما أذاق نساي، يعني حرقة القلب من الوجع والغيظ والمشقة، ومنه حديث أم المهاجر: لما نعي عمر قالت: واحراه فقال الغلام: حر انتشر فملأ البشر، وأحرها الله.
والعرب تقول في دعائها على الإنسان: ما له أحر الله
(١٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 ... » »»
الفهرست