معجم ما استعجم - البكري الأندلسي - ج ٣ - الصفحة ٨٥٣
والعذيب: بالعراق، وهو محدود في موضعه. وروى الأصمعي هذا البيت:
" قعدت له وصحبتي بين حامر * وبين إكام (1).........
قال: وحامر ورحرحان من بلاد غطفان. وإكام (1): جبل بالشام.
وروى أن ركبا من اليمن خرجوا يريدون رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأصابهم ظمأ شديد، كاد يقطع أعناقهم، فلما أتوا ضارجا ذكر أحدهم قول امرئ القيس:
ولما رأت أن الشريعة همها * وأن البياض من فرائصها دام تيممت العين التي عند ضارج * يفئ عليها الظل عرمضها طام فقال أحدهم: والله ما وصفت امرؤ القيس شيئا إلا على حقيقة وعلم، فالتمسوا الماء، فهذا ضارج، وكان ذلك وقت الظهيرة، فمشوا على فئ الجبل، حتى عثروا على العين، فسقوا واستقوا. فلما أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا:
يا رسول الله، لولا بيتان لامرئ القيس لهلكنا، وأنشدوه إياهما. فقال: ذلك نبيه الذكر في الدنيا، خامله في الآخرة. كأني أنظر إليه يوم القيامة، بيده لواء الشعراء يقودهم إلى النار:
(ضاس) بالسين المهملة: جبل من أقبال رضوى (2). قال كثير:
ولو بذلت أم الوليد حديثها * لعصم برضوى أصبحت تتقرب تهبطن من أكناف ضاس وأيلة * إليها ولو أغرى بهن المسكلب (3)

(1) في ج: لكام. وكلاهما جبل بالشام. انظر معجم البلدان لياقوت.
(2) الاقبال: جمع قبل، بالتحريك، وهو نشز من الأرض يستقبلك، أو من الجبل.
يقال: رأيت فلانا بذلك القبل. أو هو رأس كل أكمة أو جبل. أو المرتفع من أصل الجبل، كالسند. يقال: أنزل بقبل هذا الجبل، أي سفحه (عن تاج العروس).
(3) المكلب: الذي يدرب الكلاب على الصيد.
(٨٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 848 849 850 851 852 853 854 855 856 857 858 ... » »»
الفهرست