غريب الحديث - ابن سلام - ج ٤ - الصفحة ١٢٨
ويصنع كل صنعة (1).
وقال أبو عبيد: في حديث حذيفة في الذي يجد البلل. حدثنا هشيم قال أخبرنا ابن عون عن ابن سيرين عن حذيفة أنه (2) قال في الذي يجد البلل بعد الاستبراء: ما هو وهذا عندي إلا سواء - وأخرج طرف لسانه.
قال أبو عبيد: وهذا قد (3) يكون في شيئين: أحدهما (3) أن يكون قد أصابته جنابة فبال بعدها واستبرأ واغتسل ثم رأى بللا، فيقول:
ليس ذلك من الجنابة إذا كان بعد البول، كما روي عن علي (4) رضي الله عنه (4) أنه قال: إذا اغتسل ثم رأى شيئا بعد ذلك، فإن كان بال قبل

(١) قال أبو محمد ابن قتيبة في إصلاح الغلط ص ٥٥: (قد أغنانا الله بما في القرآن من الآى البينة المكشوفة الممتنعة على حيل المعتزلة عن أن يحتج عليهم بما يجدون به السبيل إلى الاستهزاء والطعن وقد رأيت أبا عبيد شبه حديث حذيفة بهذه الآية وليس يشبهها وإنما تقع الحجة على المعتزلة بقول حذيفة: أن الله يصنع كل صنعة ولا تقع بقول الله عز وجل (والله خلقكم وما تعملون (لأنه لم يرد:
والله خلقكم وما تعملون وإنما أراد: والله خلقكم والأصنام التي تعملون ألا تراه يقول (أتعبدون ما تنحتون) (سورة ٣٧ آية ٩٥) يعني الاسلام لا النحت ثم قال: (والله خلقكم وما تعملون) (٣٧ / ٩٦) أراد وتلك الأصنام وليس هذا عندي موضع ذكر أعمالهم ولا فيها معنى يزيد في توكد الحجة عليهم وإنما يتوكد عليهم ويقع التعجب منهم بأن يعبدوا شيئا هو مخلوق مثلهم ولو قال قائل: والله خلقكم وما تأكلون لم يقع ذلك إلا على الطعام المأكول لا الاكل ولو قال: والله خلقكم وما تركبون لم يقع إلا على الدواب لا على الركوب).
(2) ليس في ر.
(3) ليس في ل.
(4 - 4) من مص وحدها.
(١٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 ... » »»