موسوعة المصطفى والعترة (ع) - الحاج حسين الشاكري - ج ١٠ - الصفحة ١٣
ابن عبد العزيز، ولكونهم غير بني هاشم لأن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: " كلهم من بني هاشم " في رواية عبد الملك عن جابر: وإخفاء صوته (صلى الله عليه وآله وسلم) في هذا القول يرجح هذه الرواية، حيث يؤكد على خلافة بني هاشم، ولا يمكن أن يحمله على الملوك العباسية لزيادتهم على العدد المذكور ولعدم رعايتهم الآية:
(قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) وحديث الكساء، فلا بد من أن يحمل هذا الحديث على الأئمة الاثني عشر من أهل بيته وعترته (صلى الله عليه وآله وسلم)؛ لأنهم كانوا أعلم أهل زمانهم، وأجلهم وأورعهم وأتقاهم وأعلاهم نسبا وأفضلهم حسبا وأكرمهم عند الله، وقد كسبوا علومهم عن آبائهم متصلة بجدهم (صلى الله عليه وآله وسلم) وبالوراثة واللدنية، هكذا عرفهم أهل العلم والتحقيق وأهل الكشف والتدقيق، ويؤيد هذا المعنى - أي أن مراد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) الأئمة الإثنا عشر من أهل بيته، وإليك هذين الحديثين للدلالة على ما نقول:
في " ينابيع المودة ": في " المناقب "، عن واثلة بن الأسقع بن قرخاب، عن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال: دخل جندل بن جنادة بن جبير اليهودي على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: يا محمد، أخبرني عما ليس لله، وعما ليس عند الله، وعما لا يعلمه الله.
فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): أما ما ليس لله: فليس لله شريك، وأما ما ليس عند الله:
فليس عنده ظلم للعباد، وأما ما لا يعلمه الله؟ فذلك قولكم يا معشر اليهود:
إن عزيرا ابن الله، والله لا يعلم أنه له ولد بل يعلم أنه مخلوقه وعبده. فقال:
أشهد أن لا إله إلا الله وأنك عبده ورسول الله حقا وصدقا، ثم قال: إني رأيت البارحة في المنام موسى بن عمران (عليه السلام) فقال: يا جندل، أسلم على يد محمد خاتم الأنبياء، واستمسك بأوصيائه من بعده. فقلت: فلله الحمد، أسلمت وهداني بك،
(١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 ... » »»