ثم تبتدئ الحوارات في تقابلها من جميع الأطراف يصعدها الايجاز والاختصار في درامية شفافة تسجل لنزار سنبل تمكنا واضحا في استخدام لغة المسرح وأدواته فنرى مثلا حوار زهير بن القين مع الإمام عليه السلام:
قد وددت الممات ألفا وكانت * لغة القتل للحسين وقاءا إن روحي على يدي وأمشي * حاشى لله أن أروم بقاءا إنها النعمة الكبيرة تنصب * لألقي لها الفؤاد إناءا فرحة النفس أن تروح فداءا * لحسين فترتدي الأضواءا ولا تسلم تقنيات فن السينما من توق الشاعر إلى استخدام كل الطرق والوسائل التعبيرية الفنية الممكنة ليوصل القارئ إلى ما يريد فمقاطع قصيدته لقطات سينمائية قريبة ومتوسطة وبعيدة يلمها مونتاج متتابع في تشابك من خارج بناء القصيدة يمنحها إيقاعا صوريا يقطعه (صوت يجي من وراء الغيب) ليعلن نهاية المشاهد وانغلاق دائرة الضوء.
إن قصيدة نزار سنبل قصيدة ذاهبة إلى المستقبل والتجدد بكفاءة أدواتها وكثافة رؤاها وأشكالها المتحركة على محاور تعبيرية متعددة ناقلة ولاءها وإخلاصها عبر تقاطع أبعاد الزمان وهي من نصوص المجموعة المتفوقة في عطائها.