ويمكننا أن نرى البذور المستزرعة القابلة للنمو والانطلاق إلى آفاق جديدة في التعبير والتوصيل مثل هذه البذرة:
وإذا ارتقى نحو السماء نشيجه * غفت الشجون وجنت الموسيقى فهو يقابل المحسوسات الصوتية المسموعة في نهاية الصدر (نشيجه) ونهاية العجز ( الموسيقى) في حركة بنائية محدثة.
ونرى كذلك بذور الانطلاق والتجدد في الحوارات المبثوثة في منتصف القصيدة بين ( قالت - وأجابها) أو عندما يزاوج بين الخيالات والمحسوسات في:
فأجابها والحلم يمتشق السنا * ويمد صوتا في الوجود طليقا فالحلم خيالات تنطلق بلغة الضوء المرئي الحسي (السنا) امتشاقا أو تنطلق بلغة الصوت المسموع الحسي (صوتا) امتدادا في الوجود.
إن شاعرية مهند جمال الدين هنا تتبرزخ مشدودة إلى أصداء ما مضى والى نداءات ما سيأتي بدون انحياز واضح هذا على مستوى البناء، أما على مستوى التأمل والتصور فهي منحازة بعض الشئ إلى السياقات والأنساق الحديثة أكثر.