الشيخ محمد سعيد المنصوري الشيخ المنصوري مشدود إلى تلبية نداء الخطابة الصارم في شعره بشكل لا يخفى على المطلع، لذا فشعره مضغوط داخل شروط ومتطلبات آمرة ناهية تحصر الشاعر بحدتها وضيقها ومع ذلك فالشيخ المنصوري يتجاوز كل هذا بعد تحقيقه وينصرف إلى جمال التصوير بلغة توصيلية سهلة التلقي يراعي فيها ثقافة السامعين اللغوية ليحقق جماهرية النص في التواصل على حساب التعبير التواق إلى الانطلاق والتحرر من المباشر والسائد والمألوف.
إن القصيدة المنبرية تتوجه لمخاطبة مساحة عريضة من المتلقين فتكون لذلك قصيدة محافظة على جذورها وأسسها، لا تستخدم آليات الإيماء البعيد والإشارة المحتاجة للمفاتيح الغائبة أو الغموض الموحي بالدلالة غير المباشرة، وهي أقرب إلى نقل الجانب المأساوي الفاجع الباكي أو المتباكي أو هي تصنع هذا الجو مثيرة لحزن المتلقي مستدرة لدموعه وناشدة للتوجع والتأوه على ما حدث لسيد الشهداء عليه السلام وأهل بيته وأصحابه من مآس وأحداث دامية فلغتها تعريفية متدرجة في نقل المعلومات التفصيلية التي تذكر السامع بكل شئ حتى وإن كان من البديهيات المسلم بها فمثلا يقول المنصوري بلسان حال زينب عليها السلام:
أنا زينب الكبرى سليلة احمد * وهذا حسين والزمان محرم وهذه طريقة منبرية قائمة على شرح وتفسير تفاصيل الأحداث رغبة بالشمولية واستيعاب كل ما جرى، على أن قصائد المنصوري تنحو منحى ذاتيا في